قال شيوخ عشائر ومسؤولون محليون إن المعارك في محافظة الأنبار ضد تنظيم «داعش» تراوح مكانها منذ أيام لضعف التنسيق بين القطعات العسكرية وانشغال الحكومة الاتحادية في ملف الإصلاحات السياسية والتظاهرات، ومقتل قادة أمنيين أخيراً في المعارك. وأجرى رئيس الوزراء حيدر العبادي تغييرات في القيادات الأمنية في الأنبار تمثلت بتعيين بدلاء عن اللواء الركن عبد الرحمن مهدي أبو رغيف والعميد الركن سفين مجيد اللذين قتلا في المعارك شمال الرمادي الأسبوع الماضي. وأبلغ مسؤول محلي رفيع المستوى «الحياة» أمس، أن لقاءات جرت أخيراً بين مسؤولين محليين وقادة عسكريين أميركيين تناول تطورات المعارك في الأنبار، وأن الجانب الأميركي وعد بزيادة دوره في المعارك. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن مسؤولي الأنبار أبلغوا الجانب الأميركي استياءهم من عدم تنفيذه وعود بتسليح العشائر وتحرير المدينة خلال أسابيع. وزاد أن الجانب الأميركي وعد بالمشاركة بقوة في عملية عسكرية واسعة على مدينة الرمادي وتحريرها بأسرع وقت، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مهتمة بتحرير الرمادي أكثر من الفلوجة لانتشار قوات «الحشد الشعبي» حول الفلوجة وعدم رغبتهم في العمل مع الجانب الأميركي. وأمر العبادي أمس بتعيين اللواء الركن إسماعيل شهاب كامل نائباً لقائد عمليات الأنبار وقائداً للمحور الشمالي، وتعيين العميد الركن محمود الفلاحي قائداً للفرقة العاشرة بدلاً من القائدين اللذين قتلا الخميس الماضي في الرمادي. وشملت قرارات العبادي أيضاً تعيين العميد الركن درع مجيد حميد قائداً للفرقة الثامنة في الجيش العراقي، بعد تعيين القائد السابق لهذه الفرقة العميد الركن محمود الفلاحي قائداً للفرقة العاشرة، وهو ما أثار استياء مسؤولي قضاء الخالدية الذين طالبوا بالإبقاء على الفلاحي في منصبه. من جهة أخرى، قال عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي لـ «الحياة»، إن هناك تراجعاً واضحاً في المعارك الدائرة ضد «داعش» في المحافظة، والوضع يراوح مكانه منذ أيام من دون تقدم للقوات الأمنية في مدينتي الرمادي والفلوجة. وأضاف: «هناك مشكلة ضعف التنسيق بين القطعات العسكرية العديدة المنتشرة في المحافظة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والشرطة المحلية»، مطالباً الحكومة الاتحادية باتخاذ إجراءات لتنسيق العمليات. ولفت إلى إن «انشغال الحكومة الاتحادية بالملف السياسي والإصلاحات في البلاد أخيراً مع انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في بغداد وعدد من المدن جنوب البلاد أثر على زخم المعارك الدائرة في الأنبار». من جهة أخرى، أفاد محمد الجميلي أحد شيوخ الفلوجة المتواجد في ناحية العامرية في اتصال مع «الحياة» أمس، بأن «العمليات العسكرية في المحافظة تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية لأسباب عديدة. وأضاف أن «مقتل قائدين عسكريين في الأنبار الأسبوع الماضي تزامن مع توقف تقدم القوات الأمنية نحو مركزي مدينتي الرمادي والفلوجة بعدما حققت الحملة العسكرية على المدينتين تقدماً جيداً في أيامها الأولى». وشدد الجميلي على ضرورة الإسراع بتنظيم صفوف المتطوعين من أبناء العشائر وتسليحهم تسليحاً جيداً وزجهم في المعارك، لافتاً إلى أن هناك مئات المتطوعين في معسكر الحبانية يواصلون تدريبهم على يد قوات أميركية وبإشراف من وزارة الدفاع العراقية. إلى ذلك قتل شخصان وأصيب 15 آخرون أمس في قصف بقذائف الهاون شنه مسلحو «داعش» على مجمع سكني في ناحية عامرية الفلوجة شرق الرمادي، مركز محافظة الأنبار. وقال رئيس مجلس الناحية شاكر العيساوي، إن الناحية تعرّضت إلى قصف كثيف، إذ تم قصفها بأكثر من 20 قذيفة هاون وكاتيوشا، وأغلب الجرحى نساء وأطفال. وطالب العيساوي «قيادة عمليات بغداد» بالتدخل لتطهير المناطق المحيطة بالعامرية من عناصر «داعش» الذي يسعى للسيطرة عليها بسبب موقعها الاستراتيجي.