استعادت أسواق الأسهم العالمية هدوءها بعد أسبوع عاصف هيمن فيه الخوف على المستثمرين من تقلبات أداء الاقتصاد الصيني وشكوك تتزايد حول تحرك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة. وارتفعت حدة القلق حول تحرك المجلس الذي يستضيف ندوته السنوية في جاكسون هول جراء تصريحات ستينلي فيشر نائب رئيس المجلس أمس حيث قال إنه لم يصل إلى درجة اليقين بأنه سيصوت لصالح رفع الفائدة في سبتمبر/أيلول، والتي عززت المخاوف التي أثارها زميله ويليام دادلي منتصف الأسبوع بقوله إن الظروف العالمية غير مواتية للتحرك. إلا أن ما تسببت به تقلبات الأسهم الصينية منذ بداية الأسبوع كانت وراء الكوارث اليومية التي عاشتها الأسواق العالمية منذ يوم الاثنين عندما سجل فيه مؤشر شنغهاي المركب، الذي تحول إلى نذير شؤم يومي، 8.5% في أسوأ أداء له على أساس يومي منذ عام 2007. وانسحبت المخاوف على الأسواق أيضا التي كبدت مؤشر فاينانشل تايمز100 أكثر من 100 مليار جنيه استرليني متراجعا بنسبة 6% قبل أن يسترجع بعضها وينهي عند 4.6% بخسائر 73 مليار جنيه. ولم يكن وضع الأسواق الأمريكية أفضل فقد تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 6% قبل أن يسترد أنفاسه ويعوض 2.7% منها. أما ناسداك فقد تراجع 8% ثم عوض بعضا منها وأغلق على 3.8%. وبدأت تداولات الثلاثاء على مضاربات لجني الأرباح في آسيا لم تدم طويلا حتى عادت المؤشرات إلى الترنح في الجولة المسائية لتصل الخسائر المركبة إلى 9% رغم قرارات البنك المركزي الصيني بخفض أسعار الفائدة مجددا 25 نقطة أساس وخفض نسبة احتياطيات البنوك 50 نقطة أساس. وانتعشت المؤشرات الأوروبية التي أنهت على مكاسب مقبولة بلغت 3.2% في يوروستوكس 600 و2.3% في فاينانشل تايمز. ونشطت خيالات المحللين وسط هذا الأداء واعتبروا أن القارة الأوروبية قد تكون الملاذ المفضل للمستثمرين في ظل ما يجري في الصين. أما الأسهم الأمريكية فلم تنجح في التخلص من القلق حول الصين وأنهت على تراجع لم يحل دونه تحرك البنك المركزي الصيني لتغلق على خسائر بنسب تراوحت بين 1.3%في ستاندرد أند بورز ومثلها في داو جونز.وسجل يوم الأربعاء كارثة حقيقية لمؤشر شنغهاي الذي خسر 9% رافعا خسائره التراكمية إلى 43% من أعلى ذروة بلغها في يونيو/حزيران الماضي بينما شهدت بورصات آسيا تحسناً في الأداء وحققت بعض المكاسب. ولم تستطع الأسهم الأوروبية تجاوز ما جرى في الصين لتبدأ جولة تراجع بتأثير من أداء البورصات في آسيا. وانتعشت الأسهم الأمريكية بعد بيانات مشجعة حول مبيعات السلع المعمرة وتصريحات ويليام دادلي حول تأجيل رفع أسعار الفائدة إلى ما بعد سبتمبر. وبلغ متوسط مكاسب المؤشرات الرئيسية حوالي 4%. وأنعش أداء وول ستريت الأربعاء البورصات الآسيوية والأوروبية الخميس وبلغت مكاسب يوروستوكس 3.3%. كما استأنفت الأسهم الأمريكية موجة أدائها القوي مستفيدة من زخم أداء الاقتصاد الذي عكسته تقارير إعانات البطالة التي جاءت أدنى بكثير من التوقعات ومعدل النمو الذي سجله الاقتصاد في الربع الثاني الذي كشفت عنه القراءة الثانية في الناتج الإجمالي المحلي الذي بلغ3.7% مقارنة مع 2.3% في القراءة الأولى الشهر الماضي. وبثت هذه التطورات الروح مجدداً في الأسهم الآسيوية الجمعة التي استفادت من جني الأرباح التي تهافت عليها المتداولون في آسيا والولايات المتحدة لينهي مؤشر شنغهاي المنكوب على ارتفاع بنسبة 5% تحقق معظمها في نصف الساعة الأخيرة من التداول. الأخضر يصبغ الشاشات الأمريكية والأوروبية انتهى الأسبوع على لون أخضر صبغ الشاشات الأمريكية والأوروبية مع فارق المكاسب، في حين استمر اللون الأحمر سيد الموقف في آسيا التي تقدم الخاسرين فيها مؤشر شنغهاي الذي أنهى عند 3232.35 متراجعاً بنسبة 7.85%، تلاه مؤشر نيكاي بخسائر بنسبة 1.54%. أما الرابحون فتقدمهم مؤشر ناسداك الذي أغلق على 4828.33 نقطة بمكاسب بنسبة 2.6% وكان مؤشر داكس الأفضل أداء في أوروبا، حيث بلغت مكاسبه 1.72%. وشهد الأسبوع مكاسب خارج تداولات الأسهم كان أبرزها التحسن الذي طرأ على أسعار السلع الاستراتيجية خاصة النفط الذي عانى من تراجع مستمر خلال الأسبوعين الماضيين، لكنه ارتد بقوة عكسها سعر خام برنت الذي حقق يوم الخميس مكاسب تجاوزت 10%، مضافة إلى 6% أخرى بدءا من الثلاثاء، ليتجاوز سعر البرميل 50 دولاراً يوم الجمعة بعد أن هبط إلى 42.23 دولار يوم الإثنين. والتقط الدولار أنفاسه بعد موجة بيع عاتية يوم الاثنين ليصل سعر اليورو مقابل الدولار 1.17 دولار، قبل أن يعاود الهبوط إلى 1.16 دولار فاقداً 2% خلال الأسبوع. وسجلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب بفضل تصريحات فيشر لتنهي فئة السنتين الأسبوع على ارتفاع بلغ 9 نقاط عند0.72% أما الذهب الذي استفاد من تراجع الدولار بداية الأسبوع، فقد عاد إلى الخسارة في نهايته فاقداً 27 دولارا من سعر الأونصة التي أغلقت الجمعة على 1133 دولارا.