×
محافظة المنطقة الشرقية

أهداف الغازي تساعد اياكس على الاحتفاظ ببدايته المثالية

صورة الخبر

للكتابة الإبداعية من شعر وقصة قصيرة ورواية وفنون إبداعية أخرى في مجال الكلمة خصوصيتها المبنية على فكرة الخدعة اللذيذة، وأحيانا الموجعة ولا تعارض بين الصفتين دائما، أما الكتابة الصحفية فلا تحظى بمثل هذه الخصوصية، وبالتالي علينا ككتاب وكقراء أن نتعامل معها بحزم ووضوح ونحاسبها على أي شبهة للخداع. في قراءة المقالات الصحفية يتمايز القراء في التلقي رغم وضوح الغاية بوضوح الكلمات والعبارات والمقاصد النهائية أحيانا، فلا مجال واسع لظلال الكلمات، ولا مساحة كبيرة لما بين السطور كما هو حال الشعر والرواية على سبيل المثال، وفي رصد التمايز بين القراء في تلقي المقالات الصحفية نستبعد من يفهم المقال كما هو مكتوب تماما، ويتعامل معه على هذا الأساس إعجابا أو استهجانا.. أو حتى حيرة مستمرة من أسلوب الكاتب عادة، ونبقى في فئتين أخريين من القراء الصحفيين. هناك قراء أغبياء فعلا وهم الذين يقرأون لكنهم لا يعرفون ما يقرأون أحيانا، بل إنهم يفهمون عكس المكتوب بوضوح، وهؤلاء لا جناح عليهم ما دامت هذه هي قدراتهم الذهنية، ولا ينبغي لنا أن نحملهم ما لا طاقة لهم به، رغم أن طريقة قراءتهم تترتب عليها نتائج محزنة بالنسبة لهم وللكتاب على حد سواء. فلا أسوأ من أن يكتشف الكاتب أن ما زرعه على الورق أو الشاشات الإلكترونية ذهب هباء منثورا في وجه الريح التي لا تبقي ولا تذر من الأحرف والكلمات مهما كان جمالها أو وضوحها.! أما الفئة الأخرى فهم الذين يقرأون النص بنوايا مسبقة تجاه الكاتب وهم يعرفون النتائج الكارثية التي تترتب على قراءتهم الشاذة للمقالات بل إنهم يقصدون تحقيق تلك النتائج غالبا.. وما أكثر هؤلاء. أفهم أن يخلص القارئ لكاتب صحفي معين، وأن يحرص على متابعة كل ما يكتب، بل إن كثيرا من القراء يتتبعون كتابهم المفضلين في أي مطبوعة ينشرون فيها بغض النظر عن رأي هؤلاء القراء بتلك المطبوعات سلبا أو إيجابا، وأفهم أيضا أن يكون للقارئ وجهة نظر مسبقة بهذا الكاتب أو ذاك بناء على مجموعة مقالاته وبعد قراءة مستفيضة لها ومتابعة مستمرة لآرائه في المقالات أو المقابلات أو الأحاديث الصحفية والتلفزيونية مما يتاح من خلالها معرفة آراء الكتاب عادة. لكن ما لا أفهمه أن يتم محاسبة الكاتب والحكم عليه مسبقا ووفقا لقراءة النوايا وحدها، اعتمادا على قراءات مسبقة أو وجهات نظر متكونة سلفا. كل وجهات النظر عرضة للتغير ولا ينبغي أن تكون ثابتة أو معيارا للحكم النهائي على هذا الكاتب أو ذاك. فالكاتب يتغير أيضا، وآراؤه تتغير تجاه الكثير من القضايا نتيجة تغير ما يحيط بهذه القضايا من ظروف وتداعيات على سبيل المثال، ذلك أن الآراء ليست مبادئ عامة لا تتزحزح مهما كلف الأمر، وبالتالي فتغيرها لا يعد من قبيل التناقض بل هو من قبيل ترسيخ المحافظة على المبادئ الثابتة، لكن قراء النوايا المسبقة يعرفون ذلك ولا يأبهون له، فمعرفته والاعتراف به والعمل وفق قانونه يفسد عليهم نواياهم المسبقة في الإساءة لمن يقرأون له بغض النظر عما كتبه مؤخرا. في السابق كانت تلك الفئة هي الفئة الشاذة من القراءة، لكنها في حالة الاستقطاب التي يعيشها المجتمع الصحفي العربي في السنوات الأخيرة أصبحت هي الحالة الطبيعية من حيث العدد والعدة.. وكأن الصحافة ناقصة!.