×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي/الهيئة الملكية للجبيل وينبع توقع عقوداً بـ 94 مليون ريال لإنشاء مرافق خدمية وتجارية

صورة الخبر

ارتبط اسمه بالإنجازات الهلالية سواء كان نائب رئيس أو عضوًا في مجلس الإدارة وحتى من المقعد الاستشاري، جمع المؤهل العلمي والخبرة العملية والتجربة الرياضية الثرية ليصبّ عصارة هذا الخليط في أروقة البيت الأزرق الذي أحبه وتعلق به، شخصيته القيادية وفكره الاستثماري والاحترافي دفع اتحاد الكرة للاستعانة به في موقع رئيس لجنة تراخيص الأندية، آراؤه وأطروحاته الإعلامية المميزة جعلت منه مطلبًا للمنابر الإعلامية للإطلالة عبرها كناقد فصيح يتحدث بلغة الخبرة وبلسان التخصُّص والتجربة.. المهندس طارق التويجري ضيف «المدينة» للحديث عن ملفات متعددة تخصُّ «الزعيم» وتوقعاته للمنافسة هذا الموسم وتقييمه لفترة إدارة الحميداني المؤقتة بالنادي وموقفه من الإدارة الجديدة برئاسة الأمير نواف بن سعد، فإلى التفاصيل: * كيف تقيِّم فترة عملك في إدارة محمد الحميداني كمستشار إداري بنادي الهلال منذ منتصف الموسم الفائت؟ - سعدت كثيرًا بالعودة لخدمة نادي الهلال كمستشار إداري بعدما تشرفت في وقت سابق بتولي مهام نائب الرئيس في عهد إدارة الأمير محمد بن فيصل.. كافة منسوبي ومنتميي ومحبي الزعيم يدركون أن العمل فيه «تراكمي» و»متواصل» من إدارة إلى أخرى، وبعد استقالة الرئيس الأسبق الأمير عبدالرحمن بن مساعد وتكليف نائبه محمد الحميداني لتسيير أمور النادي حتى نهاية الموسم الماضي طلب مني أن أكون بجانبه كمستشار إداري، وهو ما لم أتردد في قبوله تلبيةً للوضع الحرج والحاجة الماسة آنذاك. * رغم قصر المدة ومحدودية الخيارات حققتم نجاحات باهرة في تلك الفترة.. ما سر ذلك؟ - تحقيقنا لكافة الغايات التي رسمناها على صعيد الفريق الكروي الأول ممثلةً في الحفاظ على المركز الثالث بالدوري كحد أدنى، وبلوغ ربع نهائي دوري أبطال آسيا، واختتام الموسم بالظفر بأغلى البطولات كأس خادم الحرمين الشريفين، حدث بفضل الله ثم بسبب التركيز العالي للجميع، والتحديد المبكر للأهداف، والتكاتف البنَّاء بين كافة الأطراف في الفريق، حيث حظينا بدعم شرفي كبير وباستشعار مرتفع للمسؤولية من جميع اللاعبين وهي عادات الهلاليين على الدوام. * هل عُرض عليك فعلًا الاستمرار في منصبك مع الإدارة الحالية برئاسة الأمير نواف بن سعد، وهل طلب منك تولي منصب نائب الرئيس؟ - رُشحت بالفعل من قبل الأمير نواف لتولي منصب نائب الرئيس، وهو شرف وفخر ومصدر اعتزاز كبير لي، ومجرد العمل تحت إدارة سموه «مكسب كبير» لأي شخص، لما يتمتع به من شخصية متزنة وفكرٍ راقٍ وتجربة عريضة واحترافية عالية في التعامل مع كل المحيطين به، غير أن ظروفي العملية حالت دون قبول المهمة، واعتذرت له شخصيًا ولكافة أعضاء الشرف لأني أحترم هذا النادي ورجالاته ومحبيه، ولا أرضى بالعمل فيه مع وجود مشاغل قد تعيقني عن إتمام مهمتي بإتقان وإجادة. * ما رأيك في استمرار بعض أعضاء الإدارة السابقة أمثال سامي أبو خضير وراشد العنزان؟ - رئيس النادي الأجدر والأقدر على تحديد من يصلح للعمل ضمن مجلس إدارته، ضخ الأسماء والدماء الجديدة أمر مطلوب ومرغوب، والهلال «ولّاد» بالكفاءات الإدارية المميزة، والعمل ضمن مجالس إدارات الأندية يتخلله الكثير من الأسرار والخفايا، والاستقرار على أشخاص سبق لهم العمل في الإدارة أمر «صحي» و»غير مستغرب» كونهم الأدرى بظروف النادي وبأنظمة ولوائح الاتحاد والعلاقات المحلية والدولية، لا سيّما لبعض المناصب كأمين عام النادي الذي يحتاج للاستقرار في موقعه لفترة طويلة قد تصل إلى 10 سنوات، لكونه صاحب مهام ومسؤوليات «حساسة» على غرار ما حدث مع الأمناء السابقين فهد المصيبيح وأحمد الخميس، وما يحصل أيضًا مع الأمين الحالي سامي أبو خضير. * هل تعتقد أن الإدارة الهلالية الحالية تعاني من أزمة مالية حقيقية نتيجة ضعف وتواضع الموارد المالية؟ - جميع الأندية تعاني من أزمة مالية بسبب تضخم المصروفات، وفي نادٍ كبير كالهلال تزداد وتتضاعف صعوبة الأمر لارتفاع سقف الطموحات، وقد تمّ الترتيب لسداد كافة الالتزامات المادية المترتبة على النادي أثناء الاجتماع الذي ضم كبار شرفيي ورموز الكيان في منزل الأمير فيصل بن سلطان، وهناك طموح وتطلع لدى الجميع لتجاوز مرحلة الديون والعجز وصولًا لتحقيق فائض مالي مجزٍ خلال السنوات القليلة المقبلة. * هل يعني ذلك بأن أعضاء الشرف لهم وجود مباشر ضمن العمل الإداري في الهلال؟ - بكل صراحة هذا سر سأكشفه للمرة الأولى عبر منبر «المدينة»، فالأمير نواف لا يستعين فقط بأعضاء مجلس إدارته لحل الأزمات والمشكلات، بل تخطَّى ذلك لتكليف أعضاء الشرف بمهام محددة وموزعة فيما بينهم كل حسب رغبته واختصاصه ضمن نطاق العمل الإداري بالنادي. * البعض يرى أن الإدارة الهلالية ركزت جهودها على تدعيم الفئات السنية والبنى التحتية للنادي على حساب تقوية الفريق الأول بالصفقات المحلية تحديدًا.. ما تعليقك؟ - لا أتفق مع هذا التوجه إطلاقًا، فالاهتمام الجاد بالفئات السنية وبالبنية التحتية والمنشآت جانب مهم وحيوي للإدارة، كما أن الهلال يملك أفضل اللاعبين المحليين ويحظى بعناصر أولمبية صاعدة وواعدة قادرة على تحقيق الأمجاد للنادي، وأنا ضد الصفقات الكثيرة التي قد لا تؤتي ثمارها وتعود بالنفع على الفريق، وتجب الإشارة إلى أن صفقتي الثنائي البرازيلي كارلوس إدواردو وألتون ألميدا «رائعتان» حسب ما شاهدنا خلال المباريات الثلاث التي لعبها الهلال هذا الموسم، وهذا منطقي لكونهما جاءا بناء على قرار لجنة مختصة وليس حسب توجهات فردية لأشخاص معينين. * ينتقد الكثير من النقاد والمهتمين عدم استفادة إدارة نواف بن سعد من عقود الرعايات والشراكات الاستثمارية في حل المشكلات المالية.. ما رأيك كخبير استثماري؟ - أتفق مع ذلك جزئيًا، ولكن ارتفاع قيمة عقود اللاعبين والذي ينعكس على تضخم المصروفات يمثل هاجسًا كبيرًا ومقلقًا للإدارة.. اتفاقيات الشراكة والرعاية الحالية لا تصل للإيفاء بطموحات الهلاليين ولا ترتقي لإشباع نهمهم الكبير بالإنجازات والبطولات، وهناك المزيد من العقود والخطوات الاستثمارية المقبلة التي ستسعد كافة الهلاليين حسب علمي، وأرى أن تحديد لجنة الاحتراف لسقف أعلى لمجموع رواتب اللاعبين للموسم الواحد من جهة، والتوجه المالي المناسب لإدارة الأمير نواف بن سعد من ناحية أخرى سيحل الأزمة ويذلل العقبات بإذن الله. * النهج الإعلامي الحالي لإدارة النادي الحالية يرتكز على التكتم وقلة الظهور.. ما تعليقك بحكم تجربتك العريضة كإداري وكإعلامي؟ - الجانب الإعلامي بالنسبة للإدارة ينقسم إلى شقين، في القسم الأول المتعلق بالأحاديث والتصريحات الإعلامية ونشر أخبار ومستجدات النادي ينبغي فيه الحذر والتوازن ورفع شعار «ترجمة العمل عبر الإنجازات وليس من خلال الحديث»، أما القسم الثاني المتعلق بالرد على الاتهامات والإساءات التي تطال النادي فيجب أن تكون هناك سياسة حاسمة وتعامل حازم، وأنا على ثقة تامة بأن إدارة الأمير نواف ستؤدي هذا الدور بكل اقتدار. * كناقد رياضي كيف رأيت استعدادات الأندية للموسم الجاري؟ - من الملاحظ قلة عدد التعاقدات بالنسبة للفرق الكبيرة باستثناء الاتحاد، أما الفرق المتوسطة والصغيرة أبرمت الكثير من الصفقات بعضها مع لاعبين محدودي الإمكانات، على حساب تصعيد المواهب الشابة والواعدة، ولا شك أنَّ كثرة إبرام عقود اللاعبين مع عدم الاستقرار الفني على المدربين يثقل كاهل هذه الأندية، ويجب وضع تشريعات صارمة للتصدي له، أما من حيث المعسكرات فالملموس أن بعض إدارات الأندية تسرف على إقامتها كما أن بعض المعسكرات الأوروبية التي تستعد فيها الأندية للموسم لا يرضى بها أي مدرب محترم فهي قائمة على الترفيه والاستجمام بعيدًا عن الاحترافية والمردود المثمر للاعبين. * من ترشِّح للمنافسة على بطولات الموسم الجديد؟ - الهلال هو المرشح الأبرز من وجهة نظري، يليه النصر الذي سيواصل حضوره القوي وصراعه في كافة الاتجاهات، بينما الأهلي لا أرجِّح أن يواصل ذات المشوار الحافل الذي خاضه في الموسم المنصرم لتأثره بتبعات استقالة رئيس النادي الأمير فهد بن خالد، أما جاره الاتحاد فبحاجة لعمل كبير رغم الحراك الإداري والشرفي الموسع حاليًا لإعادته مجددًا لمكانه الطبيعي على منصات التتويج، وأعتقد أن الشباب سيكون أقل حظوظًا من سابقيه بسبب المشكلات الإدارية والفنية التي تحيط به ولكنه برغم ذلك سيظل طرفًا في المنافسة. * هل سنراك مجددًا بصفة رسمية في نادي الهلال؟ - الزعيم يزخر بالكثير من محبيه القادرين والمتأهبين لخدمته على الدوام، ظروفي العملية الحالية تمنعني من التشرف بالعمل الرسمي في النادي لكن قد أعود له في المستقبل، من أجل المساهمة في إعادة الفريق للتألق من جديد، وهذا لصالح الكرة السعودية ككل. * هل من كلمة كلمة أخيرة لختم اللقاء؟ - أود أن أشكرك على هذا الحوار المميز، كما أدعو الجماهير الهلالية لمواصلة دعم النادي فهي سر الإنجازات ومصدر استمرار الفريق كعنصر ثابت في المنافسات بعد فضل الله، وإن كانوا بغنى عن هذه الدعوة كونهم واعين ومدركين جيدًا لواجباتهم تجاه النادي وللدور المنوط بهم لدفع مسيرته نحو الإنجازات والألقاب.