×
محافظة الرياض

«سلمى الراشد» أول مسجلة بقيد الناخبين في انتخابات المجالس البلدية بالرياض

صورة الخبر

كتب - نشأت أمين : أكد فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن الظلم من أشد الأمور حرمة وأسرعها عقوبة وأعجلها مقتا عند الله وعند المؤمنين، كما أنه من أشد ما يؤثر في النفس ويذهب إنسانيتها، ويسبب قسوة القلوب. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن عاقبة الظلم وخيمة وآثاره شنيعة، وهو منبع الرذائل ومصدر الشرور و فوق ذلك هو انحراف عن العدالة. ونبه إلى أن الظلم إذا فشا وشاع في أمة أهلكها وإذا حل في قرية دمرها مستشهدا بقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "أصل كل خير هو العلم والعدل وأصل كل شر هو الجهل والظلم" . وشدد خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب على أنه لا فلاح مع الظلم ولابقاء للظالم ولا استقرار للمعتدي مهما طال الزمان، ومهما بلغ من علو الشأن مدللا بقول المولى سبحانه في محكم التنزيل "إنهُ لا يُفلِحُ الظالِمُونَ" . وتساءل الخطيب: أين الذين التحفوا بالعز والدعة واستمتعوا بالثروة والسعة من الأمم الظالمة الغابرة القاهرة؟ لقد نزلت بهم الفواجع وحلت بهم الصواعق والقوارع، فلم نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزا. وأشار إلى ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف بشأن انتقام المولى عز وجل من الظالم حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم قرأ صلى الله عليه وسلم "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" . وذكر الشيخ النعمة أن المولى عز وجل حرّم الظلم على نفسه وعلى عباده، وتوعد سبحانه وتعالى الظالمين بعذاب أليم في الدنيا والآخرة. وحذر فضيلته من عواقب الظلم يوم القيامة مستشهدا بالحديث الشريف الذي راوه مسلم عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" . أنواع الظلم واستعرض الخطيب نماذج لعدد من أشكال الظلم التي يمارسها الإنسان مؤكدا انها كثيرة جدا ولكن أعظمها وأكبرها وأشدها عذابا ونكالا في الدنيا والآخرة الكفر والشرك والنفاق لافتا إلى قول رب العزة سبحانه في كتابه العزيز على لسان لقمان "يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" . ونبه إلى أن من أشكال الظلم التي يقع فيها الإنسان أيضا التغيير فيما شرعه الله عز وجل لعباده وتبديل حكمه والتساهل في تطبيقه شريعته سبحانه وقد قال عز من قائل "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" . وبين أن من أنواع الظلم كذلك: ظلم الإنسان للإنسان موضحا أن هذا النوع من الظلم يأخذ صورا عديدة، ومن صوره التعدي على المال والعرض والبدن والحقوق. وعرض فضيلته لعدد من أبرز أشكال الظلم التي ظهرت واستشرى شرها بين الناس لاسيما في الوقت الحاضر مشيرا إلى أن منها الظلم الواقع من الرجل على زوجته عندما لا يهتم بها ولايقوم بما يجب عليه نحوها من حقوق شرعية سواء في النفقة أو التعامل الحسن والكلمة الطيبة والاحترام. وأشار إلى حديث أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله" . وأوضح أنه من أشكال الظلم التي استشرت بين الناس أيضا ظلم العمال والأجراء والخدم، مؤكدا أنه ظلم قبيح وقد وقع فيه الكثيرون ممن شغلهم حب المال فبخسوا العمال حقوقهم وقاموا بتأخيرها عن أوقاتها. الإهانة بالقول ولفت إلى أن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب بل يتعداه إلى التعدي عليهم بالإهانة بالقول أو الفعل، محذر من عواقب هضم حقوق العمال والأجَراء، مذكرا بالحديث الذي ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة.. وذكر منهم: "رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره" ، وفي صحيح مسلم أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" . وشدد الشيخ النعمة على أن الحقوق محفوظة عند الله تعالى، ولو ضاعت في الدنيا فإنها لا تضيع يوم القيامة. وواصل فضيلته في تفصيل أنواع الظلم فقال إن من الظلم المماطلة في قضاء الدين، موضحا أن الكثيرون إذا لزمتهم الديون ماطلوا في قضائها على الرغم من أنهم قادرون على أدائها، وأشار إلى أن هذا هو الظلم الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مُطل الغني ظلم" . وجدد الشيخ النعمة تحذيره من خطورة عواقب الظلم يوم القيامة لافتا إلى ما قاله سفيان الثوري رحمه الله: "لأن تلقى الله تعالى بسبعين ذنبا فيما بينك وبين الله تعالى أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد" ، أي بظلم أحد من عباد الله تعالى. وقال إن يزيد بن حكيم قال: "ما هبت أحدا قط هيبتي رجلا ظلمته وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله، يقول حسبي الله ونعم الوكيل بيني وبينك" . وفي الخطبة الثانية واصل خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب حديثه عن الظلم وقرنه بالفساد حيث قال إن الظلم والفساد قرينان، وبهما تخرب الديار وتزول الأمصار وتقل البركات وتذهب الخيرات. لا شفاعة للظالم وأشار إلى أن الظالم لا ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لافتا إلى ما أخرجه الطبراني وغيره ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي: سلطان غشوم ظالم، وغال في الدين يشهد عليهم ويتبرأ منهم" . ودعا الشيخ النعمة كل من ولي أمر المسلمين إلى تقوى الله مؤكدا أنه مسؤول أمام الله عن رقاب الملايين من النساء والأطفال والعجائز والرجال وهو مسؤول عن دينهم وكرامتهم وعن بسط العدل بينهم. وأبدى الخطيب تعجبه من الحاكم الذي يلقي على شعبه البراميل الحارقة، ومن يضرم النار في نخبة وخيرة أبناء شعبه وبما سيجيب ربه، وكذلك الحاكم الذي رهن البلاد والعباد في مستنقع التخلف والجهل والفقر والمرض ليدوم له السطان. مذكرا بالأبيات التي قال فيها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه عن خطورة الظلم: لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم وحذر من أنه كفى بالظالم دعوة واحدة تفتح لها أبواب السماء وينتصر لها رب الأرباب وذكر حديث الترمذي عن أبي هريرة ر ضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" .