يواصل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدولية جهوده في مجال التخطيط اللغوي ودراسة حال اللغة العربية في دول العالم الناطقة بغير العربية، ضمن مشروع المركز "اللغة العربية في البلاد غير العربية"، وكلف في هذا السياق الأكاديميين ماء العينين وإجناثيو كوتيرّث دي تران كومث بنيتا، وإجناثيو فيراندو فروتوس، ونيقولاس روزير نبوت، وباربارا بولويكس جالاردو، برصد واقع اللغة العربية في إسبانيا وتحرير كتاب يكشف تاريخها هناك. وقال مدير المركز الدكتور عبدالله الوشمي: في إسبانيا إرث عربي عظيم لا يمكن أن يختفي، فلقد ظلت شواهده حاضرة في الإرث العمراني، وفي التراث المعرفي، بل في اللغة الإسبانية والتواصل الثقافي، وهو ما دعا المركز إلى أن يكلف محرر الكتاب "ماء العينين العتيق" بالتواصل مع المؤلفين الإسبان، واستكتابهم للكشف عن اللغة العربية في إسبانيا، تاريخها وواقعها، راغبين في التعريف بهذه الصلة الثقافية، وساعين إلى أن يكون هذا العمل مفتاحا لأعمال أخرى ينهض بها المركز أو ينبّه عليها. وبين الوشمي أن المركز أصدر أصدر أخيرا كتاب "اللغة العربية في إسبانيا"، في 136 صفحة لدراسة واقع اللغة العربية في إسبانيا، متضمنا عددا من العناصر منها: تاريخ اللغة العربية في إسبانيا، ونسبة الألفاظ العربية في اللغة الإسبانية حسب مجالات توزعها، بين علوم النبات والفلك والفيزياء والحيوان، والرياضيات والطقس والمعادن والكيمياء والطب، والحضارة العربية باعتبارها مكونا ثقافيا للهوية الإسبانية، وتطور الخط العربي في التاريخ الإسباني، والكتابات العربية في الآثار الإسبانية، وأصناف الكتابات من الآيات القرآنية الكريمة إلى الأدعية والأشعار والحِكم والأمثال، وأسماء السلاطين وتواريخ تشييد المباني، ولمحة عن المصاحف الكريمة في إسبانيا، وتعليم اللغة العربية في الجامعات والمعاهد الإسبانية، والتداخل بين اللغتين العربية والإسبانية حسب مناطق إسبانيا، ومستويات التداخل بين العربية والإسبانية، وظاهرة الاستعراب الإسباني -باعتبار الاستعراب مباينا للاستشراق- مدخلا لفهم المجتمعات العربية وثقافتها، والمراكز والمؤسسات وهيئات البحث المعنية بالدراسات العربية في إسبانيا.