بعد أن كانت التجارة الإلكترونية السبيل للشراء الأفضل بالنسبة للكثير من المستهلكين، ظهرت التجارة عبر موقع التواصل الاجتماعي «الإنستغرام»، لتكون وسيلة سهلة للشراء الإلكتروني، فيما أبدى المُشترون الكثير من الاستياء حول غش بعض تُجار «الانستغرام»... ولكن ماذا قال تُجار «الإنستغرام» أنفسهم؟ زهراء فتاة تمارس التجارة عن طريق «الإنستغرام»، تقول: «لا شيء يوثق حالات الغش التجاري في الانستغرام، فباستطاعة كل شخص فتح حِساب ومحو التعليقات السلبية وبذلك يحافظ على سمعته، وحتى لو ساءت سُمعة البائع يمكنه حذف الحِساب واستبداله بحِساب آخر فالأسماء مجانية». أما حنان البناي، وهي فتاة تملك حساباً تجارياً في «الإنستغرام» لبيع الحناء، تذكر أنه «لا يجدر التعميم، فأصحاب هذه الحسابات أناس بسطاء يسعون لكسب الرزق، نعم هناك من يبيع سلعة مختلفة عن الصورة المَعروضة، ولكن هذا لا ينطبق على الكُل». وروت تاجرة أخرى موقفاً حصل لها، قائلة: «كُنت قد أرسلت المندوب لواحدة من الزبونات لإيصال طلبها، لكنها قالت للمندوب أن ينتظر لحين نزول الراتب، وعند وصول موعد نزول الراتب سألتها أنا إذا كانت تريد مني إرسال طلبها، فهاجمتني بقولها أني تأخرت في سؤالي هذا، فقلتُ لها أنتِ من طلب مني الانتظار لحين نزول الراتب وانتظرنا اتصالك فلم تتصلي، لكنها هاجمتني بقولها أني إن كنتُ أريد 10 دنانير فهي ستدفع لي 20 ديناراً، وشعرت بالإهانة». أما فاطمة علي تاجرة ملابس تملك أيضاً حِساباً على «الإنستغرام» علقت بقولها: «نحن تجار الانستغرام نبذل جهوداً لكسب رضا الزبون بإظهار الأمانة والمصداقية، أنا أخسر عندما تصلني بضاعة ليست بالمستوى المطلوب، لأني لا أقوم ببيعها حتى لا أخسر زبائني بل أقوم بتوزيعها على الأهل، كما أني أكون تحت الطلب 24 ساعة حتى لا أغفل عن أسئلة واستفسارات الزبائن». وقالت فاطمة مطر تاجرة إكسسوارات: «غالباً الأمور تكون سالكة، ولكن بعض الزبائن يطلبون شراء شيء معين ولكنهم يتراجعون عن ذلك، وذلك لصعوبة رؤية البضاعة بشكل مُباشر كما في المحل، أتمنى لو أستطيع فتح محل بدعم مالي أو تكون هناك رسوم بسيطة؛ لأن إيجار المحل وتكاليفه صَعبة علينا نحن التجار الصغار، فنلجأ للنزول للمعارض التي أصبحت تفرض علينا مبالغ خيالية في اليوم الواحد، وعلى رغم ذلك لا نضمن البيع في ذلك اليوم». أما رقية إبراهيم تملك حساباً للتوزيعات والتصاميم فقالت ضاحكة: «الكثير الكثير من الزبونات اللاتي يطلبن طلبهن وبعدها لا يرددن على مكالماتي، وبعضهن أجهز لهن التصميم وأتفق معهن فتأخذن التصميم لمحل آخر لعمله بسعر أخفض، وأحياناً عندما يأتين لأخذ الطلب يتركنني أنتظر لليل ثم يخبرنني أنهن لن يأتين، فيهدرن عليّ وقتي». زينب تعرضت لعملية غش عن طريق شرائها أحد منتجات التخسيس، حيث قالت: «اشتريت منتجاً لسد الشهية وإنزال الوزن، وسألت البائع أكثر من مرة إن كانت له آثار جانبية وكان رده في كل مرة بالنفي، وبالفعل اشتريته ومنذ أول أسبوع من الاستخدام شعرت بزيادة ضربات قلبي وأصابني هبوط حاد والحمد لله نجوت، لأني شعرت أني سأموت لدرجة أني لم أستطع المشي ودخلت المستشفى للعلاج أكثر من مرة». أما مريم عادل زبونة فنفت تماماً تعرضها لأي نوع من أنواع الغش التجاري، قائلة: «الحمد لله لم أعان من الغش التجاري». صادق يعمل مندوباً للتوصيل أكد أنه لم يتعرض للغش كذلك «أحيانا أشتري ساعات يد من حسابات في الانستغرام ولم أتعرض يوماً للغش التجاري». وفي حديثنا مع عائشة صاحبة حِساب تجاري لبيع العطور، قالت: «الجميع يسعى لتشويه سمعة مهنتنا البسيطة التي نكسب الرزق الحلال منها، ونحن بدورنا نجاهد لنرضي الزبائن بقدر المستطاع ففوق المبلغ التي نقتطعه من رِبحنا لمندوب التوصيل فنحن نقبل أيضا بمعاينة البضاعة وإرجاعها، وبذلك نخسر كلفة مندوب التوصيل وفوق هذا ترى الناس ينتقدوننا». محمد عبدالله أيضاً صاحب حِساب لبيع العطور قال: «بِصراحة لم أتعرض لتجارب مثل السرقة أو عمليات النصب، لكن بما إني أعمل على أساس جمع الطلبات، يحدث أحياناً أن يطلب الزبون عطوراً وبعد التأكيد والتوفير لا يتم الرد، فالنتيجة تكون أن ينتهي حال العطور إلى التخزين وهذا يُحدث ضغطاً والسبب أسعار العُطور الغالية». إبراهيم العلواني صاحب حِساب في «الانستغرام» لبيع الايسكريم حيث قال عن المُشكلة التي يتعرض لها: «صفحات الانستغرام المنتشرة اليوم هي بمثابة الباب الأوسع للتجارة والربح، وهي سهلة ومُفيدة بالنسبة لنا وللزبون، بطبيعة عملي لا أتعرض للضغوط كثيراً لأن البضاعة رخيصة وعليها إقبال شديد، إن وُجدت عوائق فهي في توصيل الطلبات أحياناً نصل للزبون بطلبية خاطئة فيضطرنا هذا للعودة سريعاً حتى لا يذوب الايسكريم، علماً أننا لا نملك ثلاجة لتخزينها». أما ياسر عبدالرحمن صاحب حِساب لبيع العطور، ذكر أن «المشكلات كُلها تنجم لعدم جدية بعض الزبائن حيث يتفقون معي على شراء العطور ثم يتراجعون عن ذلك، والحمد لله في وضعي أنا لم أتعرض للكثير منهم، لا توجد أعباء مالية ولكن يجب أن يكون لدى التاجر خطط لزيادة عدد المُتابعين». أم محمد صاحبة حِساب لبيع البهارات والمُخللات والقهوة، تحدث عن أنه في «مرة من المرات قامت زبونة خليجية بطلب طلبية كبيرة وعند التوصيل نَظرت للأكياس، وقالت انها ليست لها وأنها لم تطلب كل هذا، وأخذت عُلبة واحدة ودفعت سعرها وأنا طبعاً من دفع للمندوب كلفة التوصيل، واجهتُ الزبونة بالمحادثة التي جرت بيننا والطلبية المُسجلة لكنها نفت طلبها هذه الطلبية مجدداً».