يملك محمد مفتاحا سحريا يدخل به قلوب الناس دون أن يطرق الباب. لذلك فمن النادر أن تراه وحيدا. هذا المفتاح هو بساطته في التعامل معهم. ويعتقد هذا العشريني المرح دائما والمزعج في بعض الأحيان، أن الأمر بغاية السهولة. منذ عشرينيات القرن الماضي، بدأ الاهتمام بما يسمى الذكاء الاجتماعي، ورغم اختلاف التعريفات، إلا أنها باختصار تتفق أنه القدرة على «فهم» الآخرين و «التعامل» معهم. فمن هم الآخرون؟ زميلك الخجول، وتلميذك المشاغب، أو لسوء حظك قد يكون مديرك الغاضب دائما أو زوجِك الذي يفاجئك بقوله بعد تحضيرك طبقا شهيا (ما في مثل طبخ أمي). في أعلى السلم هذا الذكاء يتربع العبقري الذي يتقن التعامل مع كل شخص وموقف. بينما في أسفله نجد الغبي «اجتماعيا بالطبع» الذي يزيد الخجول خجلا ويقود الغاضب إلى الانفجار دون أن يلحظ ذلك. وبين هذا وذاك درجات. يقول الصينيون: «إن كنت لا تجيد الابتسام، فلا تفتح دكانا «لذلك لن يكون بوسعك أن تكسب صديقا طالما أن شفتيك المزمومتين تخفيان أسنانك الجميلة. فالابتسامة هي الصفة الأولى للناجحين اجتماعيا. الآن وقد «ابتسمت» لا بد أن تنتقل للمرحلة التالية و «تصغي» ، وتذكر أن في داخل كل منا طفلا صغيرا يحب أن تستمع إليه، ويغضب إن قاطعته. أخيرا.. إن كنت لا تحب البقاء وحيدا، لكنك تجد نفسك معظم الوقت كذلك، فمن السهل أن تلقي باللوم على الآخرين، ومن باب المجاملة فقط، سأوافقك الرأي بأنك شخص مثالي وبـريء، وأن جميع من حولك مخطيء. ولكن «اصغ» إلي، أليس من الأسهل أن تحاول تغيير نفسك فقط بدلا من تغيير كل من حولك، الآن انظر إلى المرآة و «ابتسم»، حتى وإن كانت المرة الأولى..