يبدو الجسم الخليجي صلباً قادراً باستمرار على مواجهة التحديات من حوله، يمتاز بوحدة الصوت وبالعمل المشترك في مختلف القضايا. منطقة الخليج العربي تتعرض لتحديات جسام، وتحيطها الأخطار من كل جانب، في سوريا ثورة تحولت إلى صراع مسلح يدخل عامه الثالث، وفي إيران نظام يواصل العمل ضد مصالح الدول المجاورة له وإن أبدى مرونة في هذه المرحلة بعد تزايد الضغوط الغربية عليه، وفي اليمن تفلّت أمني وعملية سياسية يريد «التعاون الخليجي» لها أن تنجح فيما يريد آخرون من داخل اليمن وخارجها أن تنتهي بالفشل. وعلى الرغم من كل هذه المخاطر المحيطة، يمضي الخليج إلى الأمام معتمداً على معاني الوحدة، إن قادة دول التعاون يدركون أن التحديات مشتركة وأن التغلب عليها لن يكون إلا بالتضامن، ولقد سجلت الأعوام الأخيرة ما يؤكد أن لدى القادة وعياً بأهمية أن تكون وحدة الخليج متحققة على أرض الواقع حتى لو لم تأخذ الإطار الرسمي. إن هذا الوعي لا يقتصر على الحُكاَّم، فالرأي العام في دول الخليج يؤمن بنفس المعاني ويبدي رغبةً في مزيدٍ من التعاضد، ولقد استقبل أبناء الخليج ما طرحته قمة الرياض قبل نحو عامين من دعوةٍ إلى الانتقال من «التعاون» إلى «الاتحاد» بارتياحٍ بالغ ينمّ عن الإيمان بوحدة المصير وبقيمة العمل المشترك اقتصادياً واجتماعياً وديبلوماسياً. هذه الروح هي السبب في اجتياز دول التعاون الخليجي ما تواجهه من مصاعب، لتحافظ على ما حققته من مكتسبات ولتواصل المساهمة في مسيرة التقدم والحضارة الإنسانية. إن مسيرة العمل الخليجي في العامين الأخيرين اتسمت بالثبات والقدرة على تحقيق المنجزات في هدوء دون توترات، ما يدفع أبناء هذه المنطقة من العالم إلى الاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.