استمعت مصادفةً لمداخلة إذاعية للأستاذ سليمان الشدي وهو رجل اعمال سعودي مستثمر في البوسنة والهرسك.، وبحكم ان استثماراته هناك مركزة على العقار والسياحة الا انه لفت نظري حديثه عن الاستثمار في الرياضة البوسنية، فهو حسب ما ذكر في مداختله اتجه للاستثمار في الرياضة من خلال رعاية فريقين احدهما فريق كرة يد والآخر فريق كرة القدم الذي فاز بالدوري البوسني العام الماضي. وذكر في ثنايا مداخلته أن اتجاهه للمجال الرياضي جعله يتعرف اكثر على الرياضة البوسنية التي تملك لاعبين موهوبين في كرتي اليد والقدم، مشيرا الى رغبته في أن يكون هناك تبادل منافع بين السعودية والبوسنة من خلال نقل لاعبين من البوسنة للعب في المملكة ونقل اللاعب السعودي للاحتراف هناك. وألمح إلى أن هناك شيئا من هذا القبيل يتم الترتيب له. أكثر ما شدني في هذه المداخلة هو رعايته كمستثمر سعودي لناديين بوسنيين في لعبتين مختلفتين، وهذا يعطي انطباعا بان رجل الاعمال السعودي لديه الاستعداد للاستثمار في الرياضة متى ما وجد البيئة المناسبة والتشجيع الدائم، لانه يعي دور الرياضة المهم وتأثيرها الايجابي على عمله التجاري إذ اصبحت من اهم المنصات التي من خلالها يتم الترويج للعلامة التجارية والتواصل مع شريحة كبيرة من المجتمع. البعض ربما يتساءل اين رجال الاعمال السعوديون اصحاب الشركات الكبيرة من رعاية انديتهم ومسابقاتهم المحلية، وللاجابة على هذا التساؤل دعونا نعترف بأن هناك شركات بدأت ترعى المسابقات السعودية وبعض الأندية وهذه الشركات مملوكة لتجار سعوديين، مما يعني أنه لا يوجد عزوف من الشركات السعودية عن الاستثمار في الرياضة كما يشاع في بعض وسائل الاعلام. ولكن هل هذا كافٍ؟، بالتأكيد لا .. فهناك قطاعات كثيرة بعيدة كل البعد على الرعايات الرياضية، ولهذا البعد أسباب كثيرة ومتعدّدة أهمها محدودية الميزانية المخصصة للتسويق أو عدم القناعة في جدوى رعاية الاحداث الرياضية، وهناك من يرغب في البعد عن الوسط الرياضي وما فيه من تعصب وتناحر ربما يسبب كثيرا من الاحراجات للشركات الراعية. إذاً ماهي الحلول التي تجعل الشركات وملاكها يقتنعون بجدوى الرعايات الرياضية؟!! من وجهة نظري ان أغلب الحلول تتواجد في أيدي الاندية وإداراتها التي تقع عليها المهمه الكبرى في التسوق للنادي بشكل افضل، لتقنع ملاك الشركات ومديريها التنفيذيين بأن رعاية الاحداث الرياضية ليس مجرد دفع فلوس مقابل وضع الشعار على القميص او اللوحات الدعائية في الملعب، بل هي اشمل من ذلك، ويتم ذكر جميع الفوائد التي ستجنيها الشركة من هذه الرعاية، عندها سيشعر مسؤول الشركة بالفائدة التي ستجنيها شركته من هذه الرعاية وسينظر للرعاية على انها فرصة يجب عدم التفريط بها، وقتها اراهن على أن الاقبال سيكون كبير وكبير جداً من الشركات. الخلاصة ان وجود مستثمرين سعوديين خارج البلاد يرعون اندية غير سعودية هو مؤشر قوي على ان رجال الاعمال في السعودية لن يكونوا عاجزين عن رعاية الأندية السعودية في حال توفرت لديهم المعلومة الصحيحة والنظام الذي يحميهم وقبل كل شيء الفائدة التي سيجنونها. * ادارة وتسويق رياضي