قال مسؤولو وكالات سيارات في الإمارات، إن مبيعات السيارات في الدولة لاتزال قوية، ولم تتراجع بعد تحرير أسعار الوقود، مشيرين إلى زيادة إقبال المستهلكين على شراء السيارات الصغيرة، من فئة الأربع والست أسطوانات، التي يقل استهلاكها للوقود. وأكدوا لـالإمارات اليوم أن أسعار الوقود في الدولة لاتزال معقولة، في ضوء مستويات الأسعار في العديد من الدول العربية والأوروبية، ما يقلل من أي تأثيرات سلبية محتملة في مبيعات السيارات الكبيرة ذات الاستهلاك الكبير للوقود، متوقعين في الوقت ذاته زيادة في مبيعات السيارات الهجينة. من جهتها، أفادت جمعية الإمارات لحماية المستهلك، إن تحرير أسعار الوقود لم يؤثر في مبيعات السيارات في الدولة، في حين ازداد اتجاه ذوي الدخل المحدود نحو شراء السيارات الصغيرة، مشيرة إلى أنها لم تتلق حتى الآن أي شكاوى بشأن زيادة أسعار مواد غذائية أو أي سلع أخرى نتيجة لتحرير أسعار الوقود. السيارات الصغيرة وتفصيلاً، قال مدير المبيعات في شركة علي وأولاده، علي السورادي، إن قرار تحرير أسعار الوقود أدى إلى زيادة إقبال المستهلكين على شراء السيارات الصغيرة التي يقل استهلاكها للوقود، لافتاً إلى أن هذا التأثير ظهر جلياً من خلال استفسارات المستهلكين، وأنماط الشراء خلال هذه الفترة القصيرة الماضية منذ صدور القرار. وتوقع السورادي ألا تتأثر مبيعات السيارات الفارهة سلباً بتحرير أسعار الوقود في ضوء أوضاع السوق حالياً، مؤكداً أنه حتى الآن لم تظهر أي تأثيرات في مبيعات هذه السيارات. وأشار في الوقت نفسه إلى أن الفترة المقبلة ستظهر الآثار الكاملة للقرار الذي اتخذ في موسم إجازات، خصوصاً بالنسبة للمواطنين، وعدد كبير من المقيمين. وذكر أن تحرير أسعار الوقود سيزيد من حصة مبيعات السيارات التي تعمل بالكهرباء في أسواق الدولة، باعتبارها سيارات موفرة للوقود. شريحة معينة من جهته، قال المدير العام لمركز سيارات بورشه أبوظبي، وسام خليل، إن شريحة معينة من ذوي الإمكانات المحدودة الذين يستخدمون السيارات يومياً هم مشترو السيارات الصغيرة من الأساس، مشيراً إلى أن توجه هذه الفئة إلى هذا النوع من السيارات ازداد في ضوء تحرير أسعار الوقود. واعتبر خليل أن أسعار الوقود لاتزال معقولة، في ضوء مستويات الأسعار في العديد من الدول العربية والأوروبية، على الرغم من الزيادة الأخيرة في الأسعار، ما يقلل من أي تأثيرات سلبية محتملة على مبيعات السيارات الكبيرة ذات الاستهلاك الكبير للوقود في الدولة. وأكد أن مشتري السيارات الرياضية والفارهة هم فئة معينة تطلب إمكانات معينة في السيارات وأداء وكفاءة عالية، وبالتالي من المستبعد أن يتأثروا بالقرار. ولفت خليل إلى أن بعض مصانع السيارات الكبيرة في العالم، ومن بينها بورشه على سبيل المثال، لجأت أخيراً قبل القرار إلى تصغير حجم محركات السيارات الكبيرة من ثماني أسطوانات إلى ست أسطوانات (سيلندر)، مع إضافة محرك (توربيني) للاستجابة لاحتياجات السوق وتقليل الحاجة إلى استخدام الوقود، فضلاً عن تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون لحماية البيئة. وأضاف أن بعض شركات السيارات طرحت خلال الفترة الأخيرة سيارات هجينة تجمع بين استهلاك الكهرباء والوقود، وهي السيارات التي من المنتظر أن يزداد الإقبال على شرائها مع ارتفاع أسعار الوقود في العديد من دول العالم، وزيادة التوجه لحماية البيئة. وأفاد خليل بأنه لاحظ توجه شريحة أكبر من المستهلكين للسؤال عن السيارات الهجينة بعد تحرير أسعار الوقود في الدولة، ما يدعم التوجه نحو زيادة مبيعات هذه السيارات مستقبلاً. الطلب المرتفع بدوره، قال مدير مبيعات الجملة لسيارات هيونداي في إمارة أبوظبي، أدهم الشرقاوي، إن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الطلب المرتفع على شراء السيارات سيستمر كما هو دون تأثر بقرار تحرير أسعار الوقود، مشيراً إلى عدم تأثر حركة البيع خلال الفترة الماضية نتيجة تحرير الأسعار، متوقعاً ألا تتأثر حركة مبيعات السيارات الكبيرة بشكل ملموس بالزيادة الأخيرة التي وصفها بالطفيفة. وأضاف الشرقاوي أن من المنتظر أن تزداد حركة بيع السيارات الصغيرة، وأن يلجأ بعض أصحاب السيارات الكبيرة ذات الاستهلاك المرتفع للغاية في الوقود إلى شراء سيارات صغيرة، لاستخدامها في التحركات اليومية، وترك السيارات الكبيرة للاستخدام العائلي، وفي حالات السفر إلى بقية الإمارات والدول المجاورة. وفي السياق ذاته، أكد مدير المبيعات في إحدى وكالات السيارات الكبرى في الدولة، فضل عدم نشر اسمه، أن قرار تحرير أسعار الوقود لن يؤثر مطلقاً في مبيعات السيارات في الدولة، لافتاً إلى أن القرار أدى بالفعل إلى تزايد الطلب خلال الفترة الماضية على السيارات الصغيرة ذات الأربع والست أسطوانات. وأوضح أن السؤال الرئيس للمتعاملين الذين رغبوا في شراء سيارات خلال الفترة الماضية، تركز حول مدى استهلاك السيارات المعروضة للوقود، ومدى التأثر بتحرير أسعار الوقود، مشيراً إلى أنه من المنتظر أن يؤثر القرار في مبيعات السيارات الفارهة بنسبة بسيطة للغاية، خصوصاً أن هذه السيارات لها زبائنها الذين لا يتأثرون بارتفاع أسعار الوقود، فضلاً عن أن أسعار الوقود بعد الزيادة الأخيرة لاتزال معقولة، ولم تشهد ارتفاعاً كبيراً. زيادة الاستخدامات إلى ذلك، قالت نائب رئيس جمعية الإمارات لحماية المستهلك، راية المحرزي، إن تحرير أسعار الوقود لم يؤثر في مبيعات السيارات في الدولة حتى الآن، في الوقت الذي ازداد فيه اتجاه ذوي الدخول المحدودة على شراء السيارات الصغيرة، فضلاً عن زيادة استخدامات السيارات الصغيرة لمن يمتلكون أكثر من سيارة، مع تقليل استخدامات السيارات الكبيرة. وأضافت أن الجمعية لم تتلق إلى اليوم أي شكاوى بشأن زيادة أسعار مواد غذائية أو أي سلع أخرى نتيجة تحرير أسعار الوقود، مشيرة إلى أهمية تشديد الرقابة على الأسواق من الجهات المعنية، للتحقق من عدم استغلال تحرير الأسعار في تحقيق زيادات سعرية لا مبرر لها.