قفزت الأسهم الأوروبية وعوائد السندات العالمية أمس بعد أن خفَّضت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك. وفي الساعة 1024 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي 4.5 بالمئة متجهاً صوب تحقيق أكبر مكاسب له في يوم واحد منذ مايو 2014. وحافظت مؤشرات المعاملات الآجلة في الأسهم الأميركية على مكاسبها المبكرة. وارتفعت عوائد السندات الألمانية -القياسية لمنطقة اليورو- أكثر من عشر نقاط أساس إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 0.68 بالمئة في حين زادت عوائد السندات الأميركية والبريطانية المماثلة ثماني نقاط أساس إلى 2.08 بالمئة و1.89 بالمئة على الترتيب. وقال بنك الشعب الصيني في موقعه على الانترنت إنه خفض سعر الإقراض المصرفي القياسي لأجل عام 25 نقطة أساس إلى 4.6 بالمئة ويسري القرار من 26 أغسطس آب. وخفض البنك المركزي سعر الفائدة القياسي على الودائع لأجل عام 25 نقطة أساس. وأضاف البنك أنه خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي لمعظم البنوك الكبيرة 50 نقطة أساس إلى 18 بالمئة. ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ من السادس من سبتمبر أيلول. وواصل الدولار الأميركي مكاسبه أمام معظم العملات الرئيسية. وارتفع 1.3 بالمئة مقابل الين الذي يعتبر ملاذا آمنا وسجل 119.96 ين في حين نزل اليورو واحدا بالمئة إلى 1.15 دولار. وهوت الأسهم الصينية امس من جديد على الرغم من انتعاش أسواق في أنحاء أخرى في آسيا بفعل إحباط المستثمرين الناتج عن عدم اتخاذ بكين أي إجراء في مواجهة بيانات صدرت في الآونة الأخيرة تؤشر على زيادة الاتجاه النزولي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وهبطت مؤشرات البورصة الصينية الكبرى أكثر من سبعة بالمئة إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر بعد أن هبطت أكثر من ثمانية بالمئة يوم الإثنين مرسلة موجات من الصدمة في أسواق المال العالمية. واحتلت الصين -التي تعد أحد المحركين الرئيسيين للاقتصاد العالمي- مكانة اليونان على رأس قائمة مصادر قلق المستثمرين الدوليين الذين يتخوفون من نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة أقل من نسبة السبعة بالمئة المستهدفة للعام 2015. وهبط مؤشر سي.اس.آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 7.1 بالمئة بينما هبط مؤشر شنغهاي المجمع 7.6 بالمئة ليغلق دون مستوى 3000 نقطة الذي يعد مستوى مطمئناً من الناحية النفسية. وهبطت جميع مؤشرات العقود الآجلة إلى أقصى حد مسموح به من الانخفاض في يوم واحد والبالغ 10 بالمئة ملقية الضوء على حالة الذعر التي انتابت المستثمرين الأفراد الذين يشكلون أغلبية مستثمري أسواق الأسهم الصينية. تعافت أسواق النفط الخام قليلا امس بعد أن منيت بخسائر فادحة في الجلسة السابقة ولكن الأسعار ظلت قرب أدنى مستوياتها في ستة أعوام ونصف العام بسبب تخمة المعروض والقلق ازاء خطورة التباطؤ الاقتصادي في الصين. وارتفع الخام الامريكي 1.15 دولار إلى 39.39 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 1100 بتوقيت جرينتش في حين زاد برنت 1.30 دولار إلى 43.99 دولاراً. وقال اوليفر جاكوب محلل شؤون النفط في بتروماتريكس "خلال الأيام القليلة الماضية رأينا إلى حد كبير تأثير أسواق الاسهم. هناك مبالغة شديدة في بيع النفط."