×
محافظة المدينة المنورة

أمطار المدينة تشل الحركة وتقتلع الأشجار

صورة الخبر

تنفّس الاقتصاد الصيني أمس مع اتخاذ الحكومة لحزمة إجراءات اقتصادية، ما قاد الى أن يتنفس الاقتصاد العالمي الصعداء ويشهد تحسنا على أكثر من صعيد، حيث بدا ذلك واضحا في أسواق الأسهم التي انتعشت بسبب الإجراءات الصينية. وخفض بنك الشعب الصيني معدل الفائدة الأساسي للمرة الخامسة منذ شهر نوفمبر الماضي، كما قلص حجم الاحتياطات المطلوب من البنوك الاحتفاظ بها، في خطوة جديدة تستهدف دعم الأسواق المالية، والاقتصاد المتباطئ. وأعلن البنك المركزي، عبر بيان نشره على موقعه الإلكتروني أمس، خفض معدل الفائدة الأساسي على الإقراض 25 نقطة أساس إلى 4.6%، كما تراجعت الفائدة على الودائع بنسبة 0.25% إلى 1.75%. كما قلص بنك الشعب الصيني معدل الاحتياطي المطلوب من البنوك الاحتفاظ به بمعدل 50 نقطة أساس. وأكد الأكاديمي والمستشار الاقتصادي الدكتور عبدالله بن ربيعان، أن ارتداد الأسهم العالمية سببه تحسن النمو الصيني، حيث وصل إلى 7%، وتعزز سعر تخفيض اليوان مقابل الدولار، وزيادة صادرات الصين وقلة إيراداتها، وسعر الفائدة، وكذلك انخفاض المعادن الثمينة لها أثر كبير في الهبوط العالمي. وأشار بن ربيعان الى أن أمريكا ترفع سعر الفائدة، وتضخ نقودا كمية كبيرة، ووجدت طريقها وضخمت الأسهم، وليس لضخ الاقتصاد الحقيقي، وكذلك أيضا فرق النقد وسعر الدولار الرخيص. وبذلك انهارت الأموال ولم تذهب إلى الاقتصاد الحقيقي. وأضاف إن حجم خسائر الاقتصاد العالمي، هي أرقام محاسبة بحدود 4.5 تريليون دولار مسجلة وليس محققة، كما أن المبررات لوصول الأسواق لهذه المستويات القياسية من التراجع كما ذكرنا، هي عدم نمو الاقتصاد العالمي، وطباعة النقود. وقال بن ربيعان إن ليس هناك تأثير بشكل كبير في تضرر السوق السعودي، مبينا أن أهم أسباب تأثير السوق هو انخفاض اسعار النفط، وعجز الموازنة، حيث كان من المتوقع تضرر السوق السعودي بدون تأثير عالمي، وذلك لعدة أسباب كتوقف الانفاق الحكومي، وعجز الموازنة، فمن المحتمل أن السوق إن لم ينخفض أكثر مما هو عليه فلم يرتفع في هذه الفترة. وذكر الدكتور بن ربيعان، أن التأثيرات السلبية لتراجعات السوق الحالية، لا تجد نوعا من الشفافية من قبل المسؤولين، ليطمئن الناس على الوضع الحالي، وإعادة الثقة فيهم، وفي السوق، ولذلك لا بد لأحد المسؤولين الخروج والتصريح للناس عن الوضع الحالي، والإشارة الى أن معدل العجز لن يؤثر سلبا. وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودية بدر البلوي، إن سوق الأسهم السعودي انخفض الى مستويات متدنية قياساً بما اعتاده السوق خلال متوسط السنوات الخمس الماضية من حيث مكرر الربح – العائد على التوزيعات النقدية لمجمل السوق. «مكرر السوق عند 13 مرة – والعائد على التوزيعات النقدية عند 4%». وذكر البلوي أن السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض أو الخصم المرتفع الذي تم على أسعار الأسهم هو تخوف الأسوق المالية واحتسابه لأزمة عالمية تعتقد الأسواق أنها شبيهة بأزمة «النمور الآسيوية» بعد أن قامت الصين «ثاني أكبر اقتصاد بالعالم وأكبر مستهلك للطاقة» بخفض عملتها أكثر من مرة على التوالي ما أثار الشكوك حول قدرة الاقتصاد الصيني على الحفاظ على معدلات النمو. وأجاب البلوي على سؤال ما إذا كان السوق يعكس حقيقة اقتصاد المملكة ؟ مبينا أن سوق الأسهم السعودي يعكس جزئيات من الاقتصاد السعودي، ويعود السبب الى أن عددا كبيرا من الشركات التي نالت حصة جيدة من الإنفاق الحكومي خلال العقد الماضي غير مدرجة بالسوق المالي السعودي، مضيفا إن أكبر ملاحظة على السوق السعودي التقلبات الكبيرة والمبالغة في ردة الفعل تجاه المتغيرات الاقتصادية «في الاتجاهين»، تعزيز الاستثمار المؤسسي يساعد السوق في تقليص الهامش الواسع من التقلبات، ولكن يبدو أن هذا الأمر لم يتحقق الى اللحظة. وعلى صعيد ذي صلة، عادت الأسهم الخليجية لتعويض خسائرها عقب البيانات الصينية، حيث ارتفع المؤشر العام لبورصة قطر بعد انخفاض دام لمدة 7 جلسات متتالية فقد على أثرها 950 نقطة، منهيا تعاملات الأمس عند 10906 نقاط وسط انتعاش في قيم التداولات التي بلغت إجماليا أكثر من نصف مليار ريال. وارتد سوق دبي المالي مرتفعا بقوة بعد سلسلة خسائر حادة أودت بالمؤشر إلى أدنى مستوياته لهذا العام، لكنه أقفل مرتفعا بنسبة 4.6% عند مستوى 3558 نقطة، وبتداولات نشطة بلغت قيمتها الإجمالية 1.13 مليار درهم. وشهد سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعا بنسبة 1.6% عند مستوى 4334 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 354 مليون درهم. وكانت أسواق الخليج سجلت منذ بداية الشهر الحالي تراجعات غير مسبوقة في بعض منها منذ 7 أعوام، وتكبدت سبعة أسواق على إثر تلك التراجعات خسائر سوقية تقدر بـ 184.25 مليار دولار تعادل 44.75% من إجمالي الميزانيات العامة المرصودة من قبل حكومات دول الخليج الستة العام الحالي والبالغة 412 مليار دولار. وعلى الرغم من تلك التراجعات التي منيت بها الأسواق الخليجية خلال ما مر من جلسات شهر اغسطس إلا أنها لا تقارن بما حققته بعض المؤشرات الأوروبية من تراجعات، حيث أغلق مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي منخفضا 5.4% في جلسة الاثنين فقط ليفقد نحو 450 مليار يورو أي ما يعادل 521.42 مليار دولار من قيمته السوقية في أسوأ أداء يومي له منذ نوفمبر 2008، وفقد المؤشر ما يزيد على تريليون يورو من قيمته منذ بداية الشهر. من جهته، قال بنك جولدمان ساكس إن شبح الكساد لا يخيم على الاقتصاد العالمي رغم المخاوف الأخيرة بشأن الاقتصاد الصيني وانخفاض أسعار السلع الأولية. إلا أن البنك خفض نظرته المستقبلية لأسواق الأسهم العالمية. وقال محللون في بنك الاستثمار الأمريكي في بيان لعملائه مؤرخ في 24 أغسطس إن «هبوط أسعار السلع الأولية خلال العام الأخير والضعف الذي ألم بالاقتصاد وسوق الصرف في الآونة الأخيرة في الصين وأسواق ناشئة أخرى لن يوقع الاقتصاد العالمي في براثن الكساد». وخفض البنك نظرته المستقبلية قصيرة المدى لسوق الأسهم إلى «محايد» لكنها ظلت «مرتفعة» خلال ستة إلى 12 شهرا كما تمسك البنك بنظرته المتمثلة في أن أسعار السلع الأولية ستستمر دون المستوى. ورفع جولدمان ساكس نظرته المستقبلية قصيرة الأجل للأسهم الأمريكية إلى محايد بينما خفض نظرته المستقبلية للأسهم الأوروبية إلى محايد.