كشفت ديلويت في تقريرها الأخير تحت عنوان «مؤشرات المديرين الماليين العالميين للربع الثاني من العام 2015 – المحافظة على التركيز واليقظة» أن استمرار انخفاض أسعار النفط يؤثر سلباً على كل من نسبة التفاؤل والقابلية لاتخاذ المخاطر لدى المديرين الماليين في الشرق الأوسط. ففي حين سجل سعر برميل النفط 53 دولارا أميركيا عند إجراء الاستطلاع، تراجعت نسبة التفاؤل إلى واحد من أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة، بحيث انخفضت نسبة المديرين الماليين الذين يتوقعون آفاقاً إيجابية لشركاتهم في الشرق الأوسط من 47% في الاستطلاع السابق الذي أجري قبل انخفاض أسعار النفط، إلى 26% في الاستطلاع الحالي. وبحسب تقرير ديلويت، وهو جزء من برنامج ديلويت للمديرين الماليين، والذي يشمل القارة الأميركية، والشرق الأوسط، وأوروبا، ودول آسيا والمحيط الهادئ، ويضم نتائج استطلاعات المديرين الماليين للربع الثاني من العام 2015، تراجعت قابلية شركات الشرق الأوسط لاتخاذ المخاطر بحيث ان 33% فقط من المديرين الماليين يعتبرون أن الوقت مناسب لاتخاذ مخاطر على الميزانية العمومية. وبالتالي، تعتبر استراتيجات خفض التكاليف وتحسين الاقتصاد الداخلي للشركات أفضل الخطوات التي يمكن اتباعها في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإنّ العامل الإيجابي الوحيد الذي يجمع عليه المديرون الماليون هو توقع ارتفاع أسعار النفط مجدداً في غضون سنة من تاريخ إجراء الاستطلاع. وفي هذا الإطار، علق جايمس باب، الشريك المسؤول عن برنامج المديرين الماليين في ديلويت الشرق الأوسط قائلاً: «استجابةً لظروف السوق الصعبة وانخفاض القابلية لاتخاذ المخاطر، يبدو أنّ المديرين الماليين في الشرق الأوسط يوجهون جهودهم نحو العمل كوكلاء ومشغلين ماليين لشركاتهم بدلاً من العمل كاستراتيجيين أو محفزين على المخاطرة. وهذا أمر واضح بالنظر إلى استراتيجيات الأعمال ذات الأولوية العليا على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، والتي تسعى إلى حماية موضع الشركة المالي عبر خفض التكاليف (86%)، وزيادة النمو العضوي (73%)، وزيادة التدفق النقدي (66%).» وتتضمّن الخلاصات الأساسية للتقرير النقاط التالية: إنّ تراجع مستوى التفاؤل واضح في العديد من التوقعات المالية الحالية. وفي هذا الإطار، سجلت توقعات نشاط الأسهم الخاصة ومستويات الدمج والاستحواذ في الأشهر الاثني عشر المقبلة انخفاضاً عن المستويات التي سجلت في الاستطلاع الذي أجري في النصف الثاني من العام 2014. -على الرغم من ظروف السوق، فسوف تتوفر ائتمانات جديدة بسهولة أكبر وبأقل تكلفة ممكنة. - تتضمن استراتيجيات الأعمال ذات الأولوية العليا التركيز على دور المديرين الماليين كوكلاء ومشغلين ماليين لشركاتهم. ويتوقع 66% من المديرين الماليين في الشرق الأوسط أن ترتفع أسعار الطاقة في غضون سنة. ولم تسلم دول الخليج من ظروف السوق الصعبة بحيث تراجعت نسبة تفاؤل المديرين الماليين في الإمارات العربية المتحدة من 61% إلى 46%. ويعتبر الاقتراض من البنوك المصدر الأكثر جاذبية للتمويل الخارجي، بحيث يفضل 65% من المديرين الماليين في الشرق الأوسط القروض المصرفية على إصدار السندات المالية. وختم جايمس باب قائلاً: «يبدو أن الموقف السائد حالياً هو التركيز على خفض التكاليف وتحسين الاقتصاد الداخلي للشركات. وفي حين انّ الارتباط مباشر بين نسبة التفاؤل والقابلية لاتخاذ المخاطر من جهة، وأسعار النفط من جهة أخرى، فإنّ الإستراتيجية الأكثر شعبية في الوقت الحاضر هي القدرة على الصمود أمام هذه التحديات. ولحسن الحظ، يتوقع العديد من المديرين الماليين ارتفاع أسعار النفط في غضون سنة.»