×
محافظة المنطقة الشرقية

صحة غزة تتهم حكومة الوفاق بالتخلي عن مسؤولياتها

صورة الخبر

تتفاقم معاناة النازحين من مدن الأنبار يومًا بعد آخر وبمؤشراتٍ خطيرة ومخيفة خصوصًا مع اشتداد العمليات العسكرية في مدينتي الرمادي والفلوجة ومدن أخرى في الأنبار. وبينما قدرت لجنة المهجرين في البرلمان عدد النازحين بمئات الآلاف، أعلن مجلس محافظة الأنبار أن عددهم تجاوز المليون شخص وأن المخصصات المالية المقدمة من قبل الحكومة لا تكفي لإعانة 25 في المائة منهم. مخيم النازحين في الحبانية هو أحد المخيمات التي يعيش النازحون فيه ظروفا قاسية جدًا ويعانون نقصا حادا في المواد الغذائية والطبية مع تفشي الأوبئة والأمراض المُعدية نتيجة تلوث مياه الشُرب وشحتها. وذكر مختصون في المجال الإنساني والصحي أن النازحين باتت حالتهم الصحية والنفسية والجسمانية تشكل القلق الأكبر لهم، مطالبين الجهات المعنية بإنقاذ هذا الموقف الخطير. «الشرق الأوسط» دخلت إلى مخيم النازحين في عامرية الفلوجة، 30 كلم جنوب الفلوجة، الذي يعد من أكبر تجمعات النازحين. وقال النازح أحمد عبيد، 40 سنة، أب لأربعة أطفال، إن «وصول المعارك إلى مناطقنا في مدينة هيت أجبرني على ترك بيتي والوصول إلى هذا المخيم الذي نزحنا إليه منذ عدّة أشهر، وتركنا وراءنا كل ما نملك». وأضاف عبيد: «ثلاثةٌ من أولادي الأربعة يعانون من مشكلات خلقية في الجهاز التنفسي، ومع انفتاح المخيم على الصحراء مباشرةً، وارتفاع درجات الحرارة التي سجلت أرقاما عالية جدًا، واستمرار هبوب العواصف الترابية، أصبح أطفالي يعيشون حالةً صحية متردية، إذ إن الضيق في التنفس بشكل مستمر يجعلني أهرع إلى المركز الصحي القريب من المخيم لإسعافهم عن طريق أجهزة التنفس الصناعي، وهو أمر لا يعني المسؤولين هنا الذين طالما شكوت لهم أمر أطفالي، عسى أن يسهلوا لي مسألة الانتقال إلى بغداد ومساعدتي في تأمين معيشتي ورعاية أطفالي رعاية صحية تجنبهم الموت الذي أتوقعه لهم كلما مرت بهم أزمة صحية، وهي معاناة يومية قاسية، وإلى الله المشتكى». منير محمد صالح، أحد العاملين في الفرق الطبية بالمخيم، أوضح أن الأمراض الجلدية، هي من بين أكثر المشكلات الصحية التي يتعرض لها النازحون هنا، وهي مشكلة تعاني منها الفرق الطبية الموجودة في المخيم وهي تحاول جاهدةً معالجة الحالات المستشرية. وأضاف صالح «الجوّ الحار وانعدام العناية الطبية الكافية، والنقص الكبير في الخدمات الصحية، أسباب مباشرة في انتشار الأمراض الجلدية، ونحن اليوم ندق ناقوس الخطر بشأنها ونقف عاجزين إلى حدّ ما فنحن بحاجة فورية إلى مستشفى متطور، ومنظومة إسعاف فوري مجهزة بشكل حديث لعلاج الحالات الطارئة مثل النوبات القلبية، وحالات الاختناق بسبب العواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة وغيرها، ومعلوم أن تلافي هذه المشكلات بحاجة إلى ميزانية مالية ضخمة لا تتوفر لدينا، كما لا تتوفر لدى الحكومة المحلية في ناحية عامرية الفلوجة، بينما تقف الحكومة المركزية مكتوفة الأيدي إزاء تلك المشكلات رغم علمها بتفاصيل واقع معاناة سكان هذا المخيم وباقي مخيمات النزوح». ويتابع صالح «لم يعد الغذاء والمأوى هو المشكل الأكبر، بل نعاني من صعوباتٍ في توفير الدواء، خاصة ما يتعلق بالأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، حيث نعتمد على ما يصلنا من تبرعات المقتدرين، وهي تبرعات لا تسد إلا الجزء اليسير من الحاجة الحقيقية». رئيس لجنة المهجرين البرلمانية النائب رعد الدهلكي يرى أن «ملف النازحين بحاجة إلى تضافر جهود جميع الجهات والأطراف لما يشكله من أهمية كبيرة وما يحمله من مشكلات ومصاعب ناتجة عن الأعداد الهائلة للنازحين وسط تواضع الإمكانات الحكومية والمحلية وعدم جديتها في تقديم يد المساعد لملايين النازحين». وأضاف الدهلكي: «أننا اليوم نتجه إلى كارثة حقيقة توجب على الدول الغربية والأمم المتحدة ومفوضيات اللاجئين وحقوق الإنسان، الوقوف مع العراق في محنته هذه لا سيما وأن العراقيين يقاتلون نيابة عن الجميع في حربهم ضد الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته». من جانبه، قال فيصل العسافي، رئيس مجلس عشائر الأنبار: «كنا قبل أيام في زيارة لمخيمات نازحي الأنبار، بهدف توزيع بعض المواد الغذائية، وصدمنا عند تجوالنا في مخيم عامرية الفلوجة، حيث وجدنا أن أغلب العائلات، لم تدعم سوى بخيمة، تفتقر إلى أبسط مقومات السكن فيها، كالكهرباء والماء الصالح للشرب والمرافق الصحية وأجهزة التكييف البسيطة». وأضاف العسافي أن «عجز الحكومة المركزية عن تقديم يد المساعدة للنازحين غير مبرر، وأن بإمكان وزير الكهرباء - إن تعذر عليه إيصال الطاقة الكهربائية إلى المخيمات - جلب مولدات تنصب قرب المخيمات وتزود النازحين بالكهرباء». من جانب آخر، أعلن برنامج الأمم المتحدة عن إطلاق خط ساخن وطني للعراقيين النازحين المتضررين من الأزمة الإنسانية المستمرة، موضحا أن مركز الاتصال يحدد الاحتياجات الملحة للنازحين ويتيح الاستجابة لها، بينما أكد أن الاتصال به ممكن عبر أي هاتف محمول عراقي على الرقم 6999. وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق برونو جيدو في بيان، إن «أكثر من 3 ملايين و100 ألف عراقي نازحون منذ بداية عام 2014»، مضيفا: «نحن ببساطة لا نستطيع الوصول إلى الجميع نظرًا لفداحة الأزمة». وأضاف جيدو، «أطلق خط ساخن وطني للمواطنين العراقيين المتضررين من الأزمة الإنسانية»، مبينا مركز الاتصال سيساعد في تحديد الاحتياجات الملّحة للأشخاص النازحين والاستجابة لها، ويضمن توفير أحدث المعلومات لهم كي يتمكنوا من الحصول على المساعدة والخدمات التي يحتاجونها. ولفت جيدو إلى أن هذا الخط له أهمية خاصة بالنسبة للنازحين المقيمين خارج المخيمات والمستوطنات الرسمية، والذين بعكسه لن يكون من السهل الوصول إليهم لمساعدتهم وتلبية احتياجاتهم وتسخير مواردهم. من جانبها، قالت مديرة برنامج الغذاء العالمي في العراق، جين بيرس، إن «مركز الاتصال وسيلة سريعة وسهلة للأشخاص النازحين ومعرفة كيف يمكن للمجتمع الإنساني مساعدتهم، والأهم من ذلك، فإنه يوفر لنا فرصة للاتصال والحصول على فهم أفضل للأشخاص الذين نخدمهم»، مبينة أن «مشاركة النازحين وملاحظاتهم تتيح تقديم مساعدات مناسبة لهم، وبهذا يصبح المتضررون مساهمين في عملية توفير المساعدة ويصبح المجتمع الإنساني أكثر مساءلة أمامهم».