بانوراما فنية متوهجة بالحيوية والألوان... بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين الكبار والشباب عرضوا أعمالهم جنباً إلى جنب، وذلك عبر معرض الفن التشكيلي الصيفي، والذي يأتي ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة. والمعرض أقيم في قاعتي «الفنون»، و«أحمد العدواني»‘ في ضاحية عبد الله السالم وافتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي، وحضره جمهور غفير، جاء من أجل متابعة ما يقدمه الفنانون المشاركون من أعمال جديدة، تنوعت فيها الرؤى في سياق فني يعبر عن ملولات تشكيلية مفعمة بالحيوية والتنوع. وشارك في المعرض 49 فنانا وفنانة... قدموا أعمالا اتخذ بعضها التراث أسلوبا والبعض الآخر اتسم أسلوبه بالحداثة، في ما قدم البعض الآخر رؤاه التأثيرية، بينما قدم فنانون آخرون رؤى متفاعلة من مفردات تشكيلية متناغمة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء. وقدمت الفنانة ابتسام السلمان مواضيع أعمالها في انساق تجريدية متفاعلة مع الخيال، في ما اهتمت الفنانة ابتسام العصفور بالألوان لإعطاء أعمالها الزخم المطلوب، ورسمت الفنانة أبرار الخالدي البورترية بتدفق وجداني معبر، ثم أظهر الفنان إبراهيم إسماعيل في لوحاته بعض الرقصات الفلكلورية الكويتية، واتسمت اللغة التشكيلية للفنانة أفنان عبد الله بالرؤى المتحركة في أكثر من اتجاه، في ما قدمت ألطاف عبد المحسن، في أعمالها دفقات رمزية متناغمة مع الرمز. وقدم الفنان جابر أحمد أعماله من خلال مدلولات جمالية تعبر عن معان إنسانية عدة، ثم رصد الفنان جاسم العمر مظاهر الأسواق القديمة، واقتطفت الفنانة جميلة حسين من التراث صورا مختلفة لتطرحها في أعمالها، في ما ركز الفنان حسين البناي على لغة الورد كرؤى جمالية مغايرة. وفي نسق رمزي طرحت الفنانة هلا الدعاس رؤاها المتعلقة بحرية المرأة وحقوقها في التعبير عن نفسها، ورصدت الفنانة حنين الربيع صوت المطر في مضامين رمزية، دخل فيها الرمز بكل جمالياته، وتوهجت الألوان النارية في ما قدمته الفنانة سعاد الرومي، في سياق متجدد، كما رصدت الفنانة سهيلة دشتي في رؤاها أبراج الكويت، وقدمت ضحى الهولان تحدي المرأة في مدلولات حسية متنوعة. وعبر متواليات لونية متناسقة في ما بينها قدم الفنان عادل المشعل رؤاه، تلك التي بدت متناسقة مع الرمز والخيال، ثم اقتحمت الفنانة الدكتورة عبير الكندري مواضيع استلهمتها من متن الرمز، بينما عبرت الفنانة فاطمة الشيخ عن «المشاعر» بأكثر من رؤى ومضمون، وعرجت الفنانة فاطمة الكندري إلى التراث كي تقتطف منه رؤاها التشكيلية، في ما بدت الرمزية في ما قدمته الفنانة فتوح شموه متحركة في اتجاهات فنية عدة، وذلك من خلال أسلوب تأثيري يغلب عليه الطابع الرمزي، وفي حروفيات الفنان محمد الرئيس جاءت الرؤى في أداء تشكيلي متفاعل مع الألوان، بالإضافة إلى توهج المعاني والخيالات في حروفيات الفنان محمد الشيخ الفارسي، بينما رصدت ريشة الفنان مرزوق القناعي «النقعة» في لغة تأثيرية متناسبة مع الواقع، ومن خلال الواقعية الجمالية عبرت أعمال الفنان محمد الشيباني عن رؤى تتحرك فيها المضامين في أنساق مختلفة. وترصدت الفنانة منى الغربللي «الليوان»... عبر تداعيات تشكيلية متجددة، بينما جاءت الطبيعة الصامتة في أعمال الفنانة نبيلة الشطي، عبر انعكاسات جمالية متنوعة، وفي أفكار متداخلة قدم الفنان نواف الحميلي أعماله، ثم قدمت الفنانة هناء الصانع رقصة السيف، ومن خلال الرمز المتقن جاءت فكرة الفنانة هنوف سعد المليفي عبر مجموعتها «إقبال»، وفي سياق التراث المركب اتسمت أعمال الفنان هيثم إبراهيم جوهر بالتفاعل الضمني والحسي مع الرمز، بينما عبّر الفنان يعقوب يوسف إبراهيم فنيا عن شارع فهد السالم في العام 1986. هكذا جاءت مشاركات الفنانين التشكيليين في معرض الفن التشكيلي الصيفي، متناغما مع الكثير من المعاني والرؤى والأساليب، تعبيرا عن التطور الذي وصلت إليه الحركة التشكيلية في الكويت.