×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي / مركز التنمية الأسرية بالأحساء يطلق حملة القلوب البيضاء "سامحني"

صورة الخبر

قد تكون ثورة اللبنانيين اليوم واحدة من أغرب الثورات في الحقبة الأخيرة لأنها ثورة شعبية في بلد لا يوجد فيه رئيس أو حاكم فعلي أو أي شخص يستطيع الخروج على الملأ ليقول إنه صاحب قرار في لبنان، إنها ثورة ضد المجهول، ضد الفراغ. ضد الأشباح الخفية التي لا تحكم لبنان ولا تترك غيرها يحكمه. كانت الزبالة التي ملأت الشوارع دون أن تجد حكومة ترفعها أو فاعل خير يردمها هي الشرارة التي أشعلت ثورة اللبنانيين ضد الفراغ السياسي الذي نشأ أصلا لأن السياسيين في لبنان باتوا أكثر عددا من الشعب!، هم سياسيون بلا سياسة يتحدثون كثيرا ولا يفعلون شيئا إطلاقا، يمددون البرلمان كما يحلو لهم فلا يعطون الشارع فرصة لانتخابهم أو تغييرهم في الوقت الذي يعجزون فيه عن انتخاب رئيس للبلاد ينتشلهم هم قبل غيرهم مما هم فيه من ضياع وتشرذم وقلة حيلة. هكذا تراكمت الزبالة بكل أبعادها المباشرة والمجازية فانتشر الفساد وأصبح التلاعب بمصير البلد على المكشوف، وباتت الصفقات المشبوهة تعقد أمام أعين الجميع دون أي اعتبار لمصلحة الوطن، وأضحى العجز الحكومي الفاضح نكتة مسلية للمارة، وتحول الشلل السياسي والبرلماني إلى عادات وتقاليد، وأصبحت الضمانة الوحيدة لبقاء (ديمقراطية) لبنان هي عدم إجراء أي انتخابات رئاسية كانت أم برلمانية، وهذا الواقع كله زبالة.. صبر عليه اللبنانيون طويلا تحاشيا لعودة كابوس الحرب الأهلية التي دامت 15 عاما. ولكن هذا الصبر لم يصنع السلام ولا الديمقراطية ولا التنمية ولا أي شيء، بل صنع حالة الوقوف الدائم على حافة الحرب، وهي حالة زبالة ليست أقل سوءا من الحرب صنعتها الأحزاب والمليشيات اللبنانية وفي طليعتها حزب الله الذي رهن مصير لبنان بمصير كل مشاكل الشرق الأوسط!. لذلك كله صرخ اللبنانيون في وجه ساستهم: (طلعت ريحتكم) بعد أن أصبحت أكوام الزبالة هي أكثر ما يمكن مشاهدته في لبنان الأخضر بلد الكلمة الحرة والأحلام البعيدة، حقا لقد (طلعت ريحة) كل سياسيي لبنان الذين يتحكمون في لبنان من خلال الدمى التي تظهر في الفضائيات والجرائد وهي لا تملك من أمرها شيئا فخرج شباب لبنان في الشوارع يبحثون عن رئيس حقيقي.. عن حكومة حقيقية.. عن أي كائن بشري يمكن رؤيته بالعين المجردة يقول: (سوف أفعل ذلك من أجل لبنان.. فقط لبنان) ويفعل ما يقوله وينقذ لبنان قبل أن يتطور الأمر بالزبالة فيصبح لها أيضا حزب ومليشيا وحصة في القرار السياسي الذي لا يقر أبدا لكثرة من يملكون فرصة تعطيله. نقلا عن عكاظ