في مفاجأة من العيار الثقيل، أعلن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل عن سحب 1300 مشروع مدرسي متعطل خلال العام الحالي، منها 300 معطلة منذ 4 سنوات، و1000 أخرى منذ 9 سنوات. وفيما أثار تصريح الوزير تساؤلات المتابعين والمهتمين عن الأسباب التي أدت إلى مرور نحو عقد من الزمن دون معالجة لأوضاع ألف مدرسة معطلة في مختلف المناطق، قال الدخيل لدى تدشينه مبنيي مدرستي الخطيب البغدادي وخالد بن زيد في الرياض أمس: "الوزارة اضطرت إلى استئجار 1300 مبنى مدرسي كحل مؤقت حتى الشروع في بناء مشاريع مدرسية متطورة لخدمة الطلاب والطالبات لينسجموا مع الدراسة في أجواء تعليمية محفزة". وفيما تزامن انطلاق اليوم الأول من العام الدراسي الجديد مع ارتفاع في درجات الحرارة في معظم المناطق انقسم أولياء الأمور في الحد الجنوبي إلى قسمين، إذ اتجه الأول بأبنائه وبناته إلى مدارس النطاقين الأصفر والأخضر ليلتحقوا بالدراسة في أجواء روتينية، في حين اضطر الثاني إلى شراء أجهزة الكمبيوتر والاشتراك في الإنترنت ليتعلم أبناؤهم عن بعد، كبدائل تعليمية. كشف وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل عن قيام الوزارة بسحب 1300 مشروع مدرسي متعطل هذا العام، 300 منها معطلة منذ 4 سنوات، و1000 منذ 9 سنوات، الأمر الذي اضطر الوزارة إلى استئجار 1300 مبنى مدرسي هذا العام على حساب سعيها لبناء مشاريع مدرسية متطورة تناسب التقدم الذي تعيشه المملكة، وتخدم في الوقت ذاته الطلاب والطالبات لينسجموا مع الدراسة في أجواء تعليمية محفزة. جاء ذلك في تصريح للوزير عقب تدشينه أمس مبنى مدرسة الخطيب البغدادي المتوسطة، ومدرسة خالد بن زيد الابتدائية في حي القادسية بالرياض. يأتي ذلك في الوقت الذي تسلمت فيه الوزارة 786 مشروعا في مختلف المناطق، كان أبرزها في الرياض 137 مدرسة، ومكة المكرمة 111، والمدينة المنورة 42، والقصيم 60، والشرقية 76، وعسير 171. وأكد الدخيل اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتعليم، والحرص على ألا تتوقف نهضة التعليم في كل الظروف في إشارة إلى مدارس الحد الجنوبي، مشيرا إلى أن الوزارة سعت إلى إيصال التعليم إلى مكان الطالب وليس العكس، وذلك من خلال الاستفادة من تطبيقات التقنيات الحديثة وإيجاد مدارس افتراضية يتفاعل معها الطالب والطالبة من أي مكان وهو معمول به في دول العالم المتقدمة. وأشار الوزير إلى حرصه على وجود الحاضنات المدرسية في كل مدرسة، والاستفادة من هذه الخطوة التي بدأت هذا العام لمراجعتها وتحسينها في المستقبل للوصول إلى الأفضل في هذا المشروع. ولفت إلى اهتمام وزارة التعليم بجانب التعليم بالترفيه، مبينا أن الوزارة لديها الكثير من الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية التي تنفذها هذا العام، مثل: نشاط الإلقاء باللغة العربية والإنجليزية، وسيكون المسرح نشاطا رئيسا في كل مدرسة. وفي هذا السياق، جهزت وزارة التعليم أكثر من 2000 حضانة في جميع مناطق المملكة لاستقبال أكثر من 18 ألف طفل وطفلة تحت رعاية 2709 حاضنات و2185 إدارية و1355 مستخدمة. من جانبه، قال نائب وزير الصحة أحمد الضويلع إن الوزارة لديها خارطة طريق تهتم من خلالها بالمدارس عبر مكافحة الأمراض الوبائية، ومتابعة أمور التغذية، والتوعية عن طريق فرق طبية لمنع انتشار أي مرض وبائي مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مطمئنا الجميع بأن المدارس أماكن غير موبوءة ولا يوجد أي قلق على الطلاب والطالبات بحول الله تعالى. إلى ذلك، تزامن اليوم الأول من العام الدراسي الجديد مع ارتفاع في درجات الحرارة في معظم المناطق. فيما رصدت "الوطن" استعدادات أمنية ومرورية مكثفة منذ الصباح الباكر، شملت وجود دوريات المرور في التقاطعات وبالقرب من المدارس لتنظيم حركة السير وضمان انسيابية الحركة المرورية المؤدية للمدارس. وشارك عدد من منسوبي تعليم الرياض رجال الأمن في الترحيب بالطلاب المتوقفين أمام الإشارات الضوئية، حيث قدموا لهم باقات من الورود في مشهد جميل عكس جانبا من الاهتمام بالنشء وكسر حاجز القلق المدرسي من نفوسهم قبل وصولهم لمدارسهم. أما داخل المدارس، فرصدت "الوطن" استقبال منسوبيها للطلاب أمام بوابات الدخول والترحيب بهم وتوجيههم لقاعات الدراسة وتسليمهم الكتب الدراسية، فيما نفذت العديد من المدارس برامج احتفاء بطلابها وطالباتها وتقديم الهدايا والورود لهم، وتنظيم أنشطة ترفيهية لكسر حاجز الرهبة من أول يوم دراسي. من ناحية أخرى، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لبعض الطلاب الذين يرابط آباؤهم على الحدود الجنوبية حين حرصوا على الحضور لمدارسهم بالزي العسكري في أول يوم دراسي، وذلك فخرا واعتزازا بمهمة آبائهم في المشاركة في حفظ أمن واستقرار الوطن، فيما لقي توزيع بعض رجال الأمن للهدايا والورود أمام المدارس وفي بعض الشوارع في مناطق مختلفة من المملكة ترحيبا بهذه المبادرة التي تعكس الاهتمام بأبناء الوطن.