×
محافظة المنطقة الشرقية

«الجعفرية» تدشن إعادة المحراب التاريخي لمسجد الرفيع في البلاد القديم

صورة الخبر

الآلة لا تعمل وحدها، والأرض لا تحرث نفسها، (اعملوا على مكانتكم إنا عاملون؛ وفي النص النبوي «قل آمنت بالله ثم استقم»، إيمان وعمل، والاستقامة هنا تشمل كافة النواحي العملية للنفس البشرية كي تتحقق من خلالها النتيجة المرجوة التي يهدف إليها النص المقدس. ويطالعنا النص القرآني بالحث على العمل من خلال التوجه الحركي لبلوغ الغاية المنشودة (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون)، فمجرد الحركة وتقديم القربان والطاعة في الحدود المستطاعة كان ذلك كفيلاً بتحقيق الانتصار والمجد والظهور، لأنه سيكون يومئذ ثمرة لاعتناق عقيدة التوكل لا التواكل. التوكل المطلق والعمل الدؤوب والاستنفار الدائم لتحقيق المآرب والمغانم. وقد تستبطئ جماعة العاملين النتائج بعد تقديم كل ما بوسعهم من جهد جهيد وسعي حثيث، فهنا يجب علينا أن ندرك بُعداً آخر غير انتظار النتائج المرجوة، فمن الممكن بعد التوكل المطلق والإيمان المسبق والعمل الطموح أن يتأخر الجزاء، وقد لا يحصل عليه الإنسان في هذه الحياة الدنيا، أقول إن الحكمة الإلهية قد أرادت أن تخط لنا خطوطاً إيمانية عميقة لتنبثق من طويتها وكينونتها خاصية إنسانية عريقة تتمركز حول مدى إمكانية التحمل الإنساني وقدرته على المضي قُدماً دون الالتفات إلى أجر سيفنى بعد حين، هذه واحدة، والأخرى هي العطاء بلا حدود دون التطلع إلى مقابل دنيوي زائل، فقد يقدم الإنسان جهداً بشرياً خالصاً وفي أتم صُوَره الإنسانية، وقد يبدو كذلك غاية في الروعة والمثالية ولا يحصل الإنسان في هذه الدنيا على جائزته المنتظرة بعد المكابدة والعناء. إن هذه الدار الدنيا للعمل فقط دون انتظار أجر فيها، قد يأتي وقد يتأخر وقد لا تحصل عليه في دار الفناء، ولكنه في صندوق ادخارك في دار البقاء، فهنا عمل فقط، وإذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة إن استطاع أن يغرسها فليغرسها، مع أنه لن يأكل من ثمارها ولكنها دعوة للإيجابية الإنسانية ودفع للهمم كي تعمل جُلّ عملها من أجل الآخرين دون الالتفات إلى مآثر أو مغانم. من هنا كان لزاماً أن يكون هناك منهج تربوي يأخذ بالنفس البشرية إلى جادة الطريق كي تصبح بعدها في أفضل أحوالها على الإطلاق (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) إنه النداء العلوي الجليل والدعوة المثلى للعمل.