دائما يقال ماذا ستضيف المرأة إن عملت في الشأن العام الذي تعتبره الثقافة الذكورية حكرا على الرجال! بينما الله تعالى يقول (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، ومن يقول بعدم وجود إضافة نوعية للمرأة هو لم يطلع على الدراسات التي أثبتت أن للمرأة نوعية إدارة للمنصب أكثر إيجابية من تلك السائدة في الثقافة الذكورية، فقد توصلت دراسة لأكبر 500 شركة أمريكية للفترة 2001 ــ 2004 أن الشركات التي لديها أعلى نسبة من المديرات كانت أكثر ربحية وفاعلية من التي لديها أدنى نسبة من النساء في مجلس الإدارة. والسبب أن النساء يملـن لأسلوب الإدارة الديمقراطي ويهتممن بالنواحي الإنسانية للموظفين وهذا يحسن جو العمل بينما الذكور يميلون للإدارة السلطوية السلبية الأثـر على الموظفين. لكن ما هو أكثر إثارة للإعجاب في الإدارة النسائية تجربة امرأتين في إدارة أخطر سجون للرجال في العالم، بدأتها «كيرن بيدي» مديرة سجن «تيهار» للرجال في نيودلهي بالهند وهو من أكبر سجون العالم وأسوئها سمعة وكانت تسوده أعمال عنف العصابات والفساد، فغيرت فلسفة إدارة السجن من القسوة والعنف إلى التأهيل التربوي وأدخلت نوعا من الرياضات الروحية يسمى «التأمل المتبصر ـــ Vipassana» وهو تقنية بسيطة تستـمـر لعشرة أيام يتفرغ خلالها الأشخاص للجلوس لأطول فترة ممكنة بصمت وهم مغمضو عيونهم مع مراقبة أنفاسهم للتركيز مع الامتناع عن المحرمات ووسائل اللهو والتفاعل مع الآخرين، وعندما تـزول ضوضاء عالم الإنسان الداخلي والخارجي فجأة يقع في نفسه الإدراك الواقعي لحقيقة جرائمه فتحصل له يقظة وعي روحية، وكثيرون تبنوا عائلات ضحاياهم بعدها، وبسبب نجاحها الباهر قامت «لوسيا ميجر» مديرة سجن سياتـل «كنج كاونتي» في أمريكا بإدخال ذات التقنية فحقـقت ذات النتائج الباهرة، ومن بعدها تبنتها العديد من السجون. bushra.sbe@gmail.com