على الرغم من الحملة الأمريكية التي طالت «قدر الضغط» الذي يستخدمه المبتعثون السعوديون، وتحديدا بعد أحداث ماراثون بوسطن، إلا أن هذا القدر لازال يحمل الأهمية للطلاب في رحلاتهم، حيث لم يستغنوا عنه وسط إحدى الحدائق العامة في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس الأمريكية. وعلى مرأى من الجميع، عاد قدر الضغط يتوسط المأكولات السعودية، التي تعد للشواء في الهواء الطلق، بعدما ظل لفترة مصدر خوف ورعب من المساءلة القانونية التي يمكن أن تطال الطلاب. ولم يتردد المبتعث حسان نتو المنظم لحفلة الطبخ والشواء نظرا لخبرته في الطبخ ومعرفته بكل ما يحتاج من أدوات ومكونات، في توزيع المهام على بقية المبتعثين الذين كانوا برفقته حتى يظهر العمل بشكل مرتب، في الوقت الذي تولى زكي الشريف عملية الطبخ في قدر الضغط وتجهيز المقادير اللازمة لعمل مضغوط بالدجاج، وسط ترقب ونظرات من المتواجدين داخل الحديقة. ولكي تتم عملية الشوي بشكل أكثر احترافية قام نتو بعمل خلطة خاصة لم يفصح عن مكوناتها للمجموعة لأنه يتطلع «حسب قوله» لإنشاء مشروع مطعم مستقبلا، ومن ثم وضع قطع الدجاج واللحم داخلها، فيما جهز أيمن كشميري وإبراهيم وقاد وعبدالله كربان أسياخ الكباب والشيش طاووق، لكي تبدأ عملية الشوي، وأثناء ذلك جهز هاني بوجير وسعيد الشهراني الجمر من أجل استقبال أسياخ الكباب والطاووق لبدء عملية الشوي. فيما تفرغ دهام المرخان وخالد العتيبي وإبراهيم الأصقة لتناول القهوة العربية والشاي وتمريرها على بقية الشباب في مواقعهم، أما المبتعث الجديد عبدالرحمن خضران فكان يتابع بدهشة ما يشاهده حيث لم يعتد على مثل هذه التجمعات من قبل، كما أنه قبل وصوله اطلع على بعض الأخبار تتعلق بقدر الضغط الذي أصبح هاجسا للمبتعثين، إلا أنه سرعان ما دخل أجواء حفلة الشواء والمشاركة في إعداد السلطات مع بقية الشباب، ومع مرور الوقت تحولت الحديقة إلى تجمع سعودي رائع فيه تجسيد لروح التعاون والمحبة. واعتبر عدد من المبتعثين أنهم قادرون على التأقلم مع الوضع في الغربة والقبول بجميع المستجدات والتي لن تؤثر على تحصيلهم العلمي وعلى الهدف الذي جاءوا من أجله، مشيرين إلى أن الشعب الأمريكي متفهم كثيرا لاستخدامهم لطرق مختلفة في عملية الطبخ أو غيرها، بل على العكس يشاركونهم دائما في الحدائق العامة ويتقبلون تواجدهم داخل مجتمعهم، وهم في المقابل يحترمون ويقدرون ذلك ويسعون لنقل الصورة الحقيقية والمميزة عن المجتمع السعودي المتسامح ونقل ما علمهم دينهم من تسامح وأخلاق.