الحياة فيها الكثير من الجمال، الذي يجعلنا نبتسم ونتعايش مع الفرح وننتشي في أجواء الخيال والأحلام التي نتمنى ألا تزول أبداً في قراءة خاصة وخيالات تتداخل فينا وتنعشنا في كل الأوقات. من لا يحب الفرح ومن لا يريد السعادة؟وكم نصرف أموالاً لنسافر، لنتعلم، لنتسوق، ونذهب ونعود ونحن لا نريد سوى أن نمتلىء بالفرح في كل وقت وفي كل مكان نحل فيه. خليط من المشاعر في أنفسنا ولن تكون يوماً في حضور الوقت تمثل ملحمة السعادة وتبقى للأبد تكرر الدور وتزاوله، فليس لدينا الخلطة السرية التي نشربها كل صباح فلا نتعرض لأي من المشاعر الأخرى، بل إن من يحاول فإنه، في اعتقادي، يظلم نفسه أولاً. نحن نمر بالكثير من يوم كنا أطفالاً إلى أن نرحل في هدوء عن هذه الحياة. نتذمر من أبنائنا حين يغضبون وننسى كيف كنا نصرخ ونبكي حين لا يعجبنا شيء... نبتسم اليوم ونحاول أن نكون لبقين ومتجردين من إحساس الغضب الذي نحتاج إليه كثيراً ولكن بحكمة في بعض المواقف. لا تتسرع في إخراج بعضها لكن أعطها أيضا مساحتها ووقتها. لا تحرم نفسك من الحزن والبكاء حين تحتاج لذلك، فالدموع تغسل ما بداخلك وتفرغ كل طاقة الألم التي تحتاج هي أيضاً لأن نعيشها في وقتها حتى نتخلص منها لاحقاً. من يحاول أن يبدو قوياً في بعض المواقف التي تحتاج منا للدموع يخدع نفسه، فإن مات من تحب فابكِ لكن لا تولول. تتساقط الدموع على وجنتيك فدعها تأخذ مجراها. تتحاور المشاعر في داخلك وتتصارع دعها حتى يأخذ كل منها مساحته وما يحتاجه منك. كن أنت الحكيم المعتدل وتقبل الحياة بمشاكلها وأفراحها. لا تعش المشكلة وتجعلها هي المأساة الدائمة. لست بتربوية أو نفسية أو حتى تفوقت على نفسي فيما أكتب، فكل منا يحاول ويحاول أن يجرب مع من حوله ما يسمع ويريد. وهنا نحاول معاً ألا نحول الظروف ومن حولنا إلى قصص تكبلنا، وألا تتداخل في أحزاننا ضغوطاتنا وأن نبدأ في معرفتها وأن ننسحب من أجل أنفسنا أولاً من دائرتها ونراها من زاوية المعرفة والمحاولة. قد لا ننجح، فالفشل وارد .. وخيبة الأمل قد تكون هي النتيجة ، لكنها الحياة لن تعطينا كل يوم شيئاً جميلاً. لربما بعض ما نتمناه غُيب عنا لحكمة، فلا نعتقد أن غيرنا ناله وهو في بيته مرتاح. فقد حرم ما لديك في بعض الأشياء، فحكمة الله العدل في كل شيء. لنتعلم أن نبذل ما نستطيع وأن نساعد بعضنا بعضاً. أن يكون لنا شركاء مقربون ليعيشوا معنا تجاربنا الخاصة. ليكن في قلوبنا الإحساس بالحياة مع المتاعب والأحزان. احزن وتعايش مع مشاكلك، لكن لا تترك الحياة تأسرك ولا الأوقات تقتلك فتموت وأنت لا تدرك أنك قتلت نفسك. كن معتدلاً وعش باتزان وتوكل على الله. Mar_alblooshi@hotmail.com