عندما وجهت لي الدعوة الأولى لحضور مهرجان سوق عكاظ قبل سبع سنوات حضرت حينها وكنت أتلمس تلك الأمكنة التاريخية التي دارت فيها فعاليات ذلك السوق التجاري الأدبي القضائي في العصر الجاهلي وبداية العصر الإسلامي ولم يكن حينها موجوداً من تلك الأمكنة إلا بعض الأطلال العتيقة التي لا تمثل للزائر العادي أي معنى إلا ما تم بناؤه حديثاً من قبل القائمين على السوق كجادة عكاظ وتلك الخيمة التي نُصبت بجوار الصخرة التي كانت قديماً محطة لالتقاء الشعراء والحكماء والتجار في العصر الجاهلي. وحينها دار حديث بيني وبين أحد ضيوف المهرجان حينما كان يبدي بعض التهكم والامتعاض على ذلك الحال فكان ردي عليه بالقول إن أي مشروع حضاري أو ثقافي يتبناه أمير الإدارة والإبداع ورائد الفكر والثقافة الأمير خالد الفيصل سيكون له شأن عظيم كون هذا الرجل يعشق الإبداع ولا يرضى بغيره وسوف يكون لهذا السوق شأن عظيم ثم تتابع حضوري لهذا السوق وكنت كل عام أجده مختلفاً في كل شئ في مكوناته الأساسية كالمسرح العالمي المجهز بأحدث التقنيات الذي يتضمن كافة احتياجات الضيوف والزوار وفي هذا العام تحديداً وجدت أن تلك المساحات الواسعة التي كانت أرضاً قاحلة مهجورة قد تحولت الى مدينة تجارية ثقافية تراثية مصغرة ويقيني أن ذلك التنامي الحضاري الثقافي سوف يصبح معلماً عربياً ثقافياً تراثياً تجارياً تشد إليه الرحال وخاصة في ظل تواجد ذراع الأمير خالد ومستشاره وأمين عام اللجنة الإشرافية للسوق الدكتور سعد مارق وكوكبة العاملين معه وفقهم الله ، وهذا ما أكده رائد السوق وعرابه الأمير خالد الفيصل في خطابه حينما قال ( إن سوق عكاظ سيكون للحاضر والمستقبل وامتداداً للماضي ونريد من خلاله أن نشارك العالم في النهوض بالإنسانية )، وهذا فعلاً ما اتخذه سمو الأمير رعاه الله شعاراً ورؤية لتنمية منطقة مكة المكرمة ( بناء الإنسان وتنمية المكان ). ولعلي هنا ومن خلال مسايرتي لنمو السوق أتقدم بالمقترحات التالية : - أن السوق لابد وأن يخضع لعمل مؤسسي في إدارته وتمويله ضماناً لاستمراريته في كل الظروف كأن تكون تبعيته ضمن الهيكل الإداري لإمارة المنطقة أو الهيئة العليا للسياحة والآثار أو أمانة محافظة الطائف. - أن تخصص للسوق موارد مالية ثابتة كرعاية دائمة من قبل القنوات الفضائية أو المؤسسات الكبرى التي تتولى إجراء المسابقات الثقافية والأدبية الممتدة التي تختتم مسابقاتها مع بدء فعاليات السوق وبالتالي اختيار الفائزين من قبل لجان متخصصة ودعم جمهور المشاهدين كشاعر المليون مثلاً كما تفرض رسوم ميسرة على المواد المباعة .