كشفت مجريات الأحداث في مدينة الزبداني السورية عما يراه البعضسعيا لتغيير هوية المنطقة بشكل كامل يعني الإيرانيين بشكل خاص ومباشر وفقا لما جاء في البيان الأخير لحركة أحرار الشام. ويرى محللون أن ما يجري في الزبداني هو استكمال لحملة عسكرية قام بها حزب الله اللبناني منذ أعوام استهدفت كامل البلدات والقرى على الحدود السورية اللبنانية بدأت بسيطرته على القصير ومرورا بيبرود ومعظم مدن القلمون وتهجير أهلهاولتطال مدنا وبلدات بوادي بردى والزبداني والتي تأتي بينآخر معاقل المعارضة القريبة من مدنه في الداخل اللبناني. تهجير ممنهج ويقول مسؤول الهيئة الطبية في الزبداني عامر برهانإن نظامبشار الأسدلجأ في بادئ الأمر إلى تهجير النازحين من عوائل الزبداني في المدن التي تخضع لسيطرته كورقة ضغط على الثوار، أما اليوم فقدبات يلجأ لسياسة تهجير ممنهجة بحق كل سكان المنطقة بطردهم من مناطق سيطرته وقصفهم في مناطق سيطرة المعارضة. وأضافأن حملات التهجير القسرية للنازحين في بلدة بلودان التي تخضع لسيطرة النظام تزداد يوميا، حيث باتوا مخيرين إما بالنزوح باتجاه مضايا وبقين التي لا تزال بقبضة المعارضة وهوما يعرضهم مجددا للاستهداف بالقصف المباشر، أو التوجهإلى دمشق ومنهاإلى لبنان خوفا من الاعتقال أو التهجير مجددا. ويقولبرهانإنه بالتزامن مع الهجمة على الزبداني يقوم النظام يوميا بقصف قرى وبلدات وادي بردى على الرغم من أنها ليست خطوط جبهة مشتعلة مع حزب الله،لكنه يسعى على ما يبدو إلىخلق ظروف صعبة في المنطقة تهيئلخروج المدنيين منها وإفراغها تمهيدالسيطرة حزب الله عليها. لكنه يؤكد أن من تبقوا من أهل المنطقة"يرفضون مغادرة منازلهملأنهم يعلمون أن البقاء تحت خطر البراميل سيكون أفضل من خيار خروجهم من منازلهم التي لن يعودوا إليها بعد ذلك مطلقا". جانب من ضحايا المجزرة الأخيرة بوادي بردى(الجزيرة نت) مجازر من جانبه، تحدث رئيس المركز الإعلامي في وادي بردىمحمد البرداوي عن حملة قصف ممنهج شملت كل مدن وقرى واديبردى على الرغم من إعادة ضخ مياه نبع الفيجة إلى دمشق مؤخرا استجابة لمطالب النظام السوري لإيقاف القصف على المنطقة. وأوضح البرداوي أنالقصف استمر على أهالي الوادي وسبب عدة مجازر كان آخرها سقوط 17 قتيلا جلهم من الأطفال، في تأكيد واضح من النظام السوري أنه لن يستثني منطقة الوادي من حملته العسكرية علىالزبداني. وكان المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام الإسلامية أحمد القرة علي قد أكد للجزيرة أن إيران تصرعلى مطلب إفراغ الزبداني ومضايا ووادي بردى والقرى المجاورة من الثوار وعوائلهم، في تأكيدعلى نية التغيير الديمغرافي للمنطقة بجعل كامل البلدات والقرى على الحدود السورية اللبنانية ذات أغلبية شيعية أو موالية لها في كل من هذه البلدات. وأشار علي إلىالرفض المطلق لذلك من جانبوفد الأحرار المفاوض على الرغم من الظرف الإنساني الصعب لأهالي المنطقة، لأن ذلك سيغيرديمغرافية سوريا المستقبلية وسيصعب إعادتها لما كانت عليه سابقا في حال أصبحت المنطقة تحت سيطرة النفوذ الشيعي الإيراني،مختتما بأنهمسيبذلون أقصى ما يستطيعون لدعم ثوار الزبداني وما حولها للصمود في وجه هذا المخطط. يذكر أن الزبداني دخلتيومها الخمسينمن الحملة العسكرية لحزب الله على البلدة في ظل تقدم طفيف لقوات الحزب الشيعيفي الحيين الغربي والجنوبي بالتزامن مع قصف عنيف تشهده يوميا بمتوسطثلاثين برميلا في اليوم الواحد عداالقصف بباقي أنواع الأسلحة.