يعلم الجميـع مدى أهمية الرياضة بالنسبة للجنسين ومدى حاجة كليهما لممارستها من النواحي الصحية والعقلية والبدنية. والطالبة السعودية تحديدا تحتاج لممارسة الرياضة في جو صحي توفره لها مدرستها، وذلك لعلمنا جميعا أن ليست جميع البيوت تسمح لبناتها بالخروج لممارسة الرياضة في الأندية الصحية المخصصة للنساء؛ إما لارتفاع أسعار خدماتها ورسوم الاشتراك فيها، وإما لأن العادات والتقاليد تقـف عائقا أمامها. حتى أن بعض الأسر لا تسمح للفتاة بالخروج من المنزل لممارسة رياضة المشي خارجه. ونرى أنه منذ القدم تـتعارض الآراء حول قضية هامة وليست هامشية أبدا، فهناك فريقان مختلفان حول أهمية التربية الرياضية في مدارس البنات. يرى الفريق الأول أن التربية الرياضية يلزمها تجهيزات ضرورية تراعي طبيعة المرأة وتحفظ لها خصوصيتها وهذا غير متوفر في المدارس وخاصة الحكومية منها. فيما يرى الفريق الثاني أن خلو المدارس من التجهـيزات الرياضية أدى إلى إعراض الفتاة وعزوفها عن ممارسة الرياضة وإهمالها لصحتها وأوقعها في فخ الكسل وأمراض العصر؛ لعدم توعيتها منذ الصغر على حب وأهمية الرياضة بالنسبة لها، فانتشرت الأمراض بين الفتيات وفي مقدمتها السمنة وفي مرحلة مبكرة جدا من أعمار الفتيات للأسف الشديد. ولذلك أرى أنه من الأنسب لجعل الفتاة تمارس الرياضة من دون اعتراض الأهل عليها لأي سبب كان، وتربيتها على حب الرياضة وأهميتها؛ هو أن تمارسها في مدرستها في بيئة صحية تحت إشراف معلمة متخصصة. فلماذا لا تـتبنى الوزارة دراسة في هذا الشأن، بحيث تقوم بإعداد معلمات للتربية البدنية والتوسع في فتح أقسام متخصصة في الجامعات لتخريجهـن مؤهلات لتدريس التربية البدنية للفتيات، وإعداد المناهج بما يتفق مع المعايير العالمية وبما لا يخالف العادات السائدة في المجتمع، وذلك بتوفير الصالات الرياضية المغلقة، والمفتوحة في محيط المدرسة، وإلزام الطالبات بالملابس الرياضية المحتشمة وتكون بعيدة عن الاختلاط ومناسبة للمرحلة العمريـة لكل طالبة. وسياسة التعليم في المملكة لم تمنع ممارسة الطالبات للرياضة المحتشمة داخل المدارس، طالما كانت بعيدة عن الاختلاط وملتزمة بالضوابط الشرعية والأخلاقية، فلماذا تحرمها الأصوات الرافضة للفكرة من حق مشروع لها. وأنا من هنا، أطالب بتفعيل الرياضة البدنية للبنات في جميـع المدارس الحكومية والأهلية وتربيتهـن على ذلك؛ لينشأ جيل سليم وصحيح في بدنه وعقله .. وبالله التوفيق.