×
محافظة المنطقة الشرقية

القادسية يتغلب على الفيصلي بهدف دون مقابل

صورة الخبر

•اندلع حريق يوم الاثنين 17 أغسطس 2015 في وحدة تكسير الزيت الثقيل في مصفاة الشعيبة النفطية التي تبعد 50 كيلومترا جنوب العاصمة الكويت وهي مصفاة تابعة لشركة البترول الوطنية الكويتية، وتمثل إحدى ثلاث مصاف تعمل في الكويت بطاقة إنتاجية مجتمعة تصل إلى 930 ألف برميل يوميا. كما أن هناك مصفاة رابعة قيد الإنشاء وهي مصفاة الزور تصل طاقتها الى 615 ألف برميل. وخسائر توقف إنتاج 200 ألف برميل نفط مكرر يوميا من المصفاة بعد الحريق تصل إلى 5 ملايين دينار يومياً. على اعتبار أن سعر البرميل المكرر هو أعلى من سعر البرميل الخام الذي يقدر بـ 50 دولاراً للبرميل الواحد؛ مما يعني 75 مليون دينار خلال 15 يوماً تحتاجها المصفاة لإعادة تشغيلها. • هنا يجب أن نؤكد أن الحوادث النفطية لا يمكن الاستهانة بها أولا؛ بسبب حجم الإصابات البشرية أولاً، والكلفة المادية للأجهزة والمعدات والمنشآت المتضررة، وكذلك كلفة الخسائر المادية بسبب التوقف عن الانتاج ثانياً، لذا يجب أن تكون لجنة التحقيق المزمع تشكيلها محايدة وعلى دراية بطبيعة عمل المصافي؛ لكي تضع النقاط على الحروف في حريق مصفاة الشعيبة وغيره. •وكذلك يجب معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الحادث، وهل تم ذلك بسبب عدم تنفيذ الصيانة الدورية التي كان أخرها عام 2011 أم الفحص الدوري الوقائي؟ وما الخطوات التي تمت بعد حصول الحادث؟ وهل هناك خطة للطواريء في كل وحدة من وحدات المصفاة؟ وهل هناك تدريب للعاملين الفنيين والمشرفين القريبين عادة من الوحدات على مثل هذه الحوادث وكيفية التعامل معها؟. •ولا أدري إن كانت عملية إغلاق جميع وحدات المصفاة وإخلاء جميع العاملين هي طريقة سليمة أم لا فالبيان لم يتحدث عن أن هذا الاجراء هو وفق الخطة المعمول بها في مثل هذه الحالات! فمجرد إغلاق الوحدات ، ثم إعادة تشغيلها يحتاج إلى وقت وكلفة مادية عالية وجهود بشرية كبيرة. •وتعد مصفاة الشعيبة من المصافي المهمة في الكويت؛ حيث تم بناؤها عام 1966. وتم افتتاحها عام 1968، وكانت الطاقة التكريرية للمصفاة عند إنشائها تبلغ 95 ألف برميل يوميا، وفي عام 1975 نفذت شركة البترول الوطنية الكويتية مشروعا لتوسعة المصفاة ازدادت معه طاقتها التكريرية الى 195 ألف برميل يوميا وهي الطاقة التي استمرت تعمل بها حتى 2/8/1990 عندما وقع الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، وتوقفت عن الانتاج حتى أكتوبر 1993. •وصُممت مصفاة الشعيبة - التي تضم أكثر من 20 وحدة انتاجية - وفق مستوى تقني عالمي» حيث تعمل كلية بالهيدروجين الذي يستخدم لتحويل المنتجات الثقيلة إلى مشتقات بترولية ذات مواصفات عالية ومنتجات خفيفة ليزداد الطلب عليها عالميا، ومنتجاتها هي من النافثا وبنزين السيارات والكيروسين ووقود الطائرات ... الخ . •وتنتج مصفاة الشعيبة حوالي ثلاثين نوعا من المنتجات البترولية الخفيفة والوسطى والثقيلة من أهمها الغاز، والنافثا البتروكيماوية، والنافثا العادية، والمحروقات المختلفة مثل بنزين السيارات عالي الأوكتين، ووقود الطائرات بمختلف أنواعه، وزيت الديزل للمحركات، وزيت الديزل للمحركات البحرية، وزيت الوقود بأنواعه المختلفة، والكبريت الذي ينتج على هامش عمليات التصنيع. •وعلى الرغم من التطمينات البيئية التي صدرت من الهيئة العامة للبيئة من أن تركيز الغازات المسجلة في محطاتها المجاورة لمنطقة الحريق الواقعة بمناطق علي صباح السالم والأحمدي والفحيحيل لم تسجل ارتفاعا على النسب المعتمدة في المعايير الصادرة عن الهيئة. وأضافت أن اتجاه الريح ساهم في توجيه أغلبية الانبعاثات الناتجة عن الحريق بعيدا عن المناطق السكنية المجاورة لمنطقة الشعيبة. إلا أن الوضع يحتاج أكثر متابعة ومهنية بحيث نقلل من انبعاث الغازات الخطرة، ونحمي المناطق المجاورة في مثل هذه الحوادث. •لقد شهد القطاع النفطي في الكويت أسوأ الكوارث العالمية ولاسيما أثناء الغزو الصدامي للكويت. وحوادث أخرى راح ضحيتها بعض العاملين، نأمل الآن ألا تتكرر مثل هذه الحوادث النفطية ولاسيما في المصافي النفطية بسبب الخطورة العالية التي تسببها والكلفة المادية العالية وأن يتم التحقيق بطريقة مهنية عالية ومن مختصين في المجال. سالم الناشي