×
محافظة المنطقة الشرقية

هل تُثير (إيران) غضب (مليار مُسلم)؟! - فهد بن جليد

صورة الخبر

أصدرت محكمة تايلندية أمس الأربعاء (19 أغسطس/ آب 2015) مذكرة توقيف بحق رجل أجنبي مجهول على علاقة بالهجوم الذي استهدف معبداً في بانكوك وأسفر عن سقوط عشرين قتيلاً، وذلك بعيد نشر صورة تقريبية للمشتبه به. وأصدرت المحكمة الجنائية في جنوب بانكوك مذكرة التوقيف. وهي تتهم «أجنبياً غير مسمى» بالتآمر لارتكاب «جريمة متعمدة» فضلاً عن اتهامات أخرى مرتبطة بالهجوم. وكانت الشرطة التايلندية أكدت أن الرجل الذي يشتبه بأنه زرع القنبلة في وسط بانكوك ينتمي إلى «شبكة» مشيرة إلى أنها تقوم بعملية بحث حثيثة عنه. وغداة بث صور التقطتها كاميرات المراقبة وبدا فيها رجل وهو يقوم بوضع حقيبة ظهر أمام معبد ايراوان قبل دقائق من الانفجار في حي شيلدوم التجاري، قال قائد الشرطة التايلندية سوميوت بومبانمونغ في تصريح صحافي: «إنها شبكة». وأضاف أن المشتبه به «لا يمكن أن يكون قد تصرف بمفرده... نعتقد أن ثمة أشخاصاً يساعدونه، هم تايلنديون». ووجهت الشرطة دعوة إلى الشهود للإدلاء بإفاداتهم وعرضت مكافأة قيمتها مليون باث (25 ألفاً و400 يورو) عن أي معلومات تؤدي إلى اعتقال الفاعل. وعممت الشرطة صور شاب بني الشعر وأجعد يرتدي قميصاً قصيراً أصفر وبنطلوناً قصيراً. وقد جاء وجلس أمام بوابة المعبد قبل أن يضع بهدوء تحت أحد المقاعد حقيبة الظهر التي كان يحملها. ثم غادر المعبد يحمل بيده حقيبة بلاستيكية زرقاء ويتحدث على ما يبدو بهاتف نقال. وعثرت الشرطة على سائق دراجة الأجرة التي استخدمها المشتبه به لمغادرة المكان مساء الإثنين، واستمعت لإفادته. لكنها لم تقدم أي تفاصيل بعد شهادته. والهجوم غير المسبوق في العاصمة التايلندية وقع في ساعة الازدحام الإثنين في وسط المدينة وأسفر عن سقوط 20 قتيلاً و120 جريحاً. ولايزال 68 من المصابين في حالة حرجة. من جهة أخرى، أعيد صباح أمس (الأربعاء) فتح المعبد الذي استهدفه التفجير الإثنين. وأدى نحو عشرة رهبان بوذيين صلاة عند فتح معبد ايراوان الواقع في حي شيلدوم التجاري وسط ناطحات السحاب والمباني التجارية الضخمة. وقد أحاط بهم مؤمنون وكذلك سياح أمام تمثال براهما، كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». والموقع الذي يزوره العديد من المؤمنين البوذيين تم إصلاحه فيما أزيلت قطع الأسمنت والزجاج المتناثرة فيه وسدت الثغرة التي أحدثها الانفجار. وكان تومي غوه المنحدر من ماليزيا أحد أول الداخلين إلى المعبد بعد إعادة فتحه. وروى هذا الرجل البالغ من العمر 56 عاماً أنه يأتي «سنوياً إلى هذا المعبد». وقال: «كان يفترض أن نكون هنا الإثنين تزامناً مع وقوع الانفجار لكن سائق سيارة الأجرة لم يأت إلى الفندق وبالتالي ذهبنا إلى موقع آخر». وبعد ظهر الثلثاء انفجرت عبوة صغيرة على مقربة من محطة سافان تاكسين للمترو القريبة من نهر شاو برايا، من دون أن تسفر عن إصابات. وتعتبر الشرطة التايلندية أن الهجومين مترابطان. لكن قائد الشرطة أوضح بصورة قاطعة أمس أن ما حصل يمكن أن يكون «محاكاة». ولم تتبنَّ أية مجموعة حتى الآن الاعتداء لكن السلطات استبعدت كما يبدو فرضية ضلوع المتمردين المسلمين في جنوب البلاد. وتشهد هذه المنطقة المتاخمة لماليزيا نزاعاً أوقع أكثر من 6400 قتيل منذ العام 2004 وغالباً ما تقع فيها اعتداءات لكن ليس بهذا الحجم. وعلى رغم سنوات النزاع الطويلة لم يتم تأكيد وقوع أي هجوم خارج تلك المنطقة. وفي هذا الإطار قرر المجلس العسكري الحاكم تعزيز الأمن في المناطق السياحية وخصوصاً المواقع التي تجتذب السياح الصينيين من «أجل إعادة الثقة» كما قال المتحدث باسم المجلس وينثاي سوفاري. وفي المدينة كان التوتر واضحاً. وقالت سوماي غازيم التي تعد أطباقاً تايلندية في الشارع في حي مجاور لبانكوك: «عشت دائماً هنا لكني أشعر بالخوف الآن لأنهم يستطيعون أن يضربوا في أي مكان». وأضافت «قلت لأولادي إن يعودوا باكراً إلى البيت وألا يتنزهوا كما في السابق». وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المراكز التجارية الكبرى المحيطة بالمعبد. وسيطر هدوء غريب على الشوارع. وقال بارفاتسانغ الموظف في أحد هذه المراكز: «منذ الإثنين، بات عناصر الأمن لا يفتشون فقط الزائرين بل الموظفين أيضاً والحقائب والسيارات». وقد شهدت تايلند المعتادة على الأزمات السياسية الطويلة، فترات من التظاهرات العنيفة، لكنها لم تشهد اعتداءات استخدمت فيها قنابل من هذا النوع.