الشخبطة في مصطلحنا الدارج هي شيء لا معنى له قد يبدو جميلاً في بعض العيون المنفتحة أو القلوب المحبة مثل الآباء لأبنائهم وقد يبدو قبيحاً لدى كثيرين ومفسداً. لكن الجميع اتفقوا على اختلاف رؤاهم أن الشخبطة لا معنى لها ولا امتداد مهما كانت مصادرها فهل يمكن أن نعتبر ما يحدث وقت هطول الأمطار وما نشهده من أحداث ولخبطة على أنها شخبطة؟ المشاريع التي تقام وتؤسس، المباني التي تقام يفترض بها أنها خططت وأجيزت من قبل هيئات هندسية استشارية ومعتمدة. أحوالنا الجوية في علم الغيب لكنها لم تتغير ولم تتغير دورتها ولا مواسمها فلماذا يحدث الهرج والمرج عندما يمتد هطول المطر لساعات أطول؟ في كل عام يتكرر ما يتكرر ونلوم ونحتج ونقع في نفس الخطأ ونفس الخطط الارتجالية فإلى أين نحن ماضون في شخبطتنا مع أحوال الجو والمطر؟ ما الذي ينقصنا لنكون أكثر تنظيماً وتفاعلاً مع تقلبات الجو سؤال يرد في ذهن كل من غرقت سيارته في طريق ما، أو انهار به جسر، أو فقد قريباً له ضحية لحادث، أو احتجز في مكان نتيجة المطر؟! ما نرجوه ونحلم به وما نوعد به بعيد جداً عما نراه في أرض الواقع، حالات الطوارئ تعلن بمجرد هطول المطر وكأننا اعتمدنا الأمطار لنا مفتشاً وكاشفاً لأخطائنا أو سوء تخطيط بعض مدننا. ما الذي ينقصنا وعلى من سنعول ما دمنا نوعد بالأفضل ثم يفضح المطر ما وعدنا به؟! الحلقة المفقودة لا تزال مفقودة وهي الجهة الرقابية النافذة والمستقلة عن الجهات المنفذة نحن بحاجة لجهة قوية مثل المطر تهطل فجأة وتصل لكل مكان وتظهر المستور. ما نخسره من وقت ومال في هذه الظروف التي نراها استثنائية وهي مفصلية يحتم علينا أن نكون أكثر صدقاً وواقعية في ما نتحدث به وأكثر منطقية فيما نعد به والأهم من ذلك أن نكون أكثر التزاماً وصراحة؟! الغرق مع المطر ليس عيباً إذا كان له مايبرره لكنه مأساة إذا كان سوء التخطيط وقلة الرقابة أساساً له . ما نراه لآن ونعيشه كأنه يشعرنا أن مشاريعنا ليست سوى شخبط وامسك الأقلام أو الألوان واكتب على الحيط!!