استغنت إدارة الأوقاف الجعفرية عن خدمات مؤذِّنَي مسجدَي أمير زيد في قرية المالكية، وأبوصفي في قرية شهركان؛ بحجة أنهما تجاوزا سن الـ 60 عاماً، في حين أنها دعتهما إلى تقديم طلب في حالة رغبتهما مواصلة العمل في المسجدين المذكورين بوصفهما متطوعَين. ووجّهت الإدارة خلال اليومين الماضيين، خطاباً إلى القيمين المذكورين وهما (محمد حسن بوحميد، جاسم محمد عبدالوهاب)، أبلغتهما بأنها ستوقف المكافأة الشهرية التي تصرفها لهما اعتباراً من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل (2015). وجاء في الخطابين المؤرخين في 11 أغسطس/ آب 2015، أنه «تنفيذاً لتوصيات المدقق الداخلي (...) لعام 2011 المتضمن ضرورة مراجعة أوضاع كبار السن من الأئمة والمؤذنين الذين تجاوزت أعمارهم سن التقاعد، والنظر في إمكانية استبدالهم بموظفين جدد لضمان إتمام العمل المناط بهم. وكذلك توصية ديوان الرقابة الإدارية بديوان الخدمة المدنية الصادر في 21 مارس 2012، المتضمن دعوة الأوقاف للالتزام بالسقف الوظيفي المحدد لها من قبل ديوان الخدمة المدنية وقوانينه، إضافة إلى توصية ديوان الرقابة المالية والإدارية لعام 2014، التي تؤكد ضرورة التزام الأوقاف بأنظمة وقوانين ديوان الخدمة المدنية بهذا الصدد، فضلاً عن العجز المستمر المتراكم في كادر الأئمة والمؤذنين. وقال الخطابان، اللذان مُهرا بختم الموارد البشرية فقط دون توقيع أي مسئول، إنه: «لهذه الأسباب فإن مجلس الأوقاف باجتماعه رقم (...) المؤرخ في 5 أغسطس 2015، قرر الالتزام وتنفيذ التوصيات المشار إليها أعلاه. وبيّنا أنه «بما أنكم قد تجاوزتم سن التقاعد (60) عاماً، وتستلمون في الوقت ذاته معونة أو دعما ماليا من وزارة التنمية والشئون الاجتماعية، فإنه يؤسفنا إفادتكم بوقف المكافأة الشهرية عنكم اعتباراً من شهر سبتمبر 2015، للأسباب المذكورة أعلاه، وفي حالة رغبتم في البقاء بخدمة المسجد فإنه يمكنكم التقدم بطلب التطوع لأخذ الإجراءات الخاصة بذلك، شاكرين لكم جهودكم طيلة خدمتكم في الفترة الماضية وتفهمكم هذا الإجراء». من جانبها، أوضحت عائلة المؤذّن محمد حسن بوحميد (66 عاماً)، أنها فوجئت برسالة أوصلها أحد موظفي إدارة الأوقاف الجعفرية إلى مسجد أمير زيد في المالكية، وسلمها إلى حارس المسجد، مشيرة إلى أن بوحميد خدم المسجد طوال 14 عاماً، وذلك بعد وفاة القيّم السابق. وذكرت العائلة أن اختيار بوحميد قيّما للمسجد؛ تم بسبب قرب منزله من المسجد، وبتوافق عدد من الأهالي. واستغربت العائلة من قول الأوقاف الجعفرية أنه يتسلم مبالغ من الشئون الاجتماعية، وهو أمر غير صحيح، بحسب قولها. وقالت إن الخطاب شكّل صدمة كبيرة لهم، وخصوصاً أن بوحميد مرتبط بالمسجد طوال اليوم. واستغربوا من عدم وجود أي توقيع على الخطاب المرسل لهم، بقولهم: «الخطاب جاء مختوماً فقط، في حين أن قرارا مثل هذا يجب أن يتخذه مدير أو مسئول، وهو من يوقع القرار». وأضافت «صُدم الوالد من الخطاب، ليس بسبب المكافأة الشهرية التي تصرف له، وإنما لارتباطه بالمسجد، وبخدمته بيتا من بيوت الله». واستغربت من «قول الإدارة إن الوالد تجاوز سن الـ 60 عاماً، وإن هذا أحد أسباب اتخاذ قرار وقف المكافأة والاستغناء عنه، في حين أنها تدعوه لتقديم طلب لخدمة المسجد إذا كان يريد التطوع لذلك». إلى ذلك، أوضحت عائلة المؤذّن جاسم محمد عبدالوهاب (65 عاماً)، أن والدهم خدم في مسجد أبونصفي القريب من مقبرة السادة في قرية شهركان، طوال 13 عاماً. وذكروا أن أحد موظفي إدارة الأوقاف الجعفرية سلّم والدهم خطاب وقف المكافأة والاستغناء عنه.