يعد مفهوم "المبادرة" من أولويات المشاكل الادارية في الوظائف العامة، وبالذات الحكومية منها، وينطبق عليها التعامل مع الأبناء والاصدقاء وعموم العمل التطوعي، لذا تجد الشخص غير المبادر أقرب الى الكسول منه الى النشط، فإن جاءته أوامر استمع لها، ونفذها بأقل الحدود، والا فهو مشغول بجهازه الالكتروني !! وقرأت للمدرب الدولي د.أحمد محمد بوزبر المستشار في الادارة والتخطيط الاستراتيجي تفصيلا لعموم الأشخاص في مفهوم المبادرة، وقيمهم الى ستة مستويات، هي باختصار: المستوى الأول: ينتظر منك الأوامر، فإن لم تأمره؛ لا تجد منه مبادرة على الإطلاق . المستوى الثاني: يسألك: هل تأمرني بشيء؟ وهذا على الأقل يسأل ما هو المطلوب منه، وهذا أفضل ممن ينتظر الأوامر فقط. المستوى الثالث: يقترح عليك أن تقوم أنت بكذا وكذا، وهذا يرتفع درجة أعلى في المبادرة؛ بأن يقترح وليس فقط يسأل . المستوى الرابع: يخبرك بأنه قد نوى أن يفعل كذا وكذا، أي أنه عاقد النيّة، لكنه لم يعمل بعد! وهذا معروف بأنه كثير الاقتراحات. المستوى الخامس: يبادر فيفعل شيئا ما، ويخبرك بما فعل. وهنا نرى درجة أعلى من المبادرة، فهو لا ينتظر، او يقترح، او ينوى فقط، بل يبادر ويفعل، ثم يحيطك علماً بما تم. المستوى السادس: يبادر، وينفذ، ولا يزعجك بالتفاصيل. وهذه أعلى درجات المبادر، الذي هو من شدة اعتمادك عليه، وثقتك به، لا تحتاج منه حتى أن يخبرك بما تم، فقط ينفذ؛ وانت ترى النتائج . ويسعك هنا أن تقول له: "أنت مكان النفس". انتهى. والآن .. أنت أين تقع؟ وأين يقع موظفوك، أبناؤك، أعضاء فريقك؟ وفي أي مستوى تريد أن تراهم مستقبلا؟ والسؤال الأهم: كيف تستطيع نقلهم الى المستوى السادس او الخامس كحد أدنى ؟ هذه تحتاج مهارات إدارية عالية، تدعمها حوافز معنوية ومالية، ويسبقها توفيقات ربانية. *** لا تحقرن الرأي وهو موافق *** حكم الصواب إذا أتى من ناقص فالدر وهو أعز شيء يقتنى *** ما حط قيمته هوان الغائص د.عصام عبداللطيف الفليج