بيروت: «الشرق الأوسط» أمل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، في مستهل لقائه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أمس، أن «تعي الدول العربية والأجنبية دقة الوضع الذي يعانيه لبنان جراء استمرار تدفق النازحين السوريين إليه وضرورة مقاربة هذا الملف، ليس فقط من الناحيتين الإنسانية والإغاثية، بل أيضا عبر إيجاد حل سياسي سريع، يوقف النزف البشري في سوريا». وتمنى «العمل في المدى المنظور على إنشاء مراكز إيواء مؤقتة للنازحين داخل الحدود السورية، لأن هذا الملف الإنساني بات يشكل ضغطا كبيرا لا يمكن للبنان تحمله». وفي حين شدد ميقاتي، على «وجوب تضافر كل الجهود السياسية العربية والدولية لإنهاء الحرب في سوريا وعودة الاستقرار إليها، وإعادة الهدوء إلى دول المنطقة كافة»، أكد أردوغان أن تركيا «حريصة على أفضل علاقات الصداقة مع الشعب السوري وتتمنى رفاهيته وهي تشدد على بذل كل الجهود لوقف القتال في سوريا». وكان ميقاتي قد انتقل أمس إلى أنقرة لساعات عدة التقى خلالها أردوغان وعقد محادثات ثنائية تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في المنطقة. وقال ميقاتي إن «لبنان الذي يتعاطى مع ملف النازحين السوريين بشكل إنساني وأخوي، بات مضطرا إلى إعادة النظر في مقاربة هذا الملف بما يتطابق مع مصالحه الوطنية وواقعه المالي الذي لا يتحمل المزيد من الأعباء». وفي هذا السياق، عبر أردوغان عن «تعاطفه مع لبنان في سعيه لحل قضية النازحين السوريين على أرضه»، مؤكدا أن بلاده ستسعى إلى بذل كل الجهود الممكنة لمساعدته في تحمل أعباء هذا الملف. من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء التركي عن «تضامنه مع لبنان بعد الانفجار الذي استهدف السفارة الإيرانية»، وقدم تعازيه الحارة في الضحايا الذين سقطوا في هذا التفجير. وقال: «نحن في تركيا عانينا الكثير من العمليات الإرهابية وندين هذا النوع من الأعمال». كذلك هنأ أردوغان ميقاتي في عيد الاستقلال وتمنى أن «تبقى العلاقات بين لبنان وتركيا مزدهرة»، مبديا حرصه على «تنمية العلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا وتطويرها في كل المجالات». من ناحيته، أكد ميقاتي «التطلع إلى استمرار أفضل العلاقات مع تركيا وكل الدول الشقيقة والصديقة». ولفت إلى أن «العلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا وطيدة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن الغيمة العابرة التي شابتها أخيرا قد زالت، لأن الإرادة المشتركة بيننا تشدد على أفضل الروابط بين بلدينا»، وذلك في إشارة إلى خطف طيارين تركيين في بيروت، أطلق سراحهما الشهر الماضي بموجب صفقة تحرير تسعة مخطوفين لبنانيين كانوا محتجزين في مدينة إعزاز السورية. وقال ميقاتي، في ختام زيارته، إنه لمس لدى المسؤولين الأتراك الذين التقاهم «تفهما كبيرا للموقف اللبناني وقد وعدوا ببذل كل الجهود الممكنة لشرح الموقف اللبناني والعمل على اتخاذ موقف دولي يتطابق معه». وكشف أنه طلب من السلطات التركية «التدخل، بكل ما لتركيا من تأثير ونفوذ، من أجل العمل على إطلاق المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذين خطفا قبل فترة داخل الأراضي السورية وكذلك إطلاق المصور اللبناني سمير كساب الذي خطف مع زميله الموريتاني في سوريا أيضا خلال قيامهما بمهمة صحافية»، في إشارة إلى فريق قناة «سكاي نيوز عربية» المختطف منذ أكثر من شهر.