أرجأ المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية اجتماعاً كان من المقرر عقده أمس لفحص صدقية الوثائق المقرر توقيعها في المؤتمر الوزاري للمنظمة الذي سيعقد في مدينة بالي الإندونيسية. وقد عُد هذا الإرجاء بمثابة فأل سيئ بوجه المؤتمر. وبسبب غياب الاتفاق بين المتفاوضين، أرجأَ المجلس العام للمنظمة اجتماعه "حتى إشعار آخر"، طبقاً لما أعلنته الأمانة العامة للمنظمة قبل ساعة واحدة من الموعد المقرر للاجتماع. رغم ذلك، فقد أكَّدت المنظمة أن المفاوضات المكثفة ستتواصل للتغلب على الخلافات بين الدول الأعضاء الـ 159. روبرتو أزيفيدو المدير العام للمنظمة، هو الذي حدَّدَ في الأسبوع الماضي يوم أمس موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق بشأن المسائل الثلاث التي يجري التفاوض بشأنها، وهو الذي طلب من المجلس العام للاجتماع لإجراء القراءة الأخيرة للوثائق. وتتجلى صعوبة الموقف في ضيق الوقت المتبقي لانعقاد المؤتمر، حيث إنَّ النصوص التي سوف تتم إحالتها إلى الوزراء الذين سيجتمعون في بالي الإندونيسية للفترة من 3 إلى 6 كانون الأول (ديسمبر) ينبغي أن تكون معدّة مسبقاً ومُترجمة إلى لغات المنظمة الثلاث: الإنكليزية والفرنسية والإسبانية. وتتعثر المفاوضات بين كتلتين من الدول الأعضاء منقسمتين بعمق حول القضايا المتعلقة بملف الزراعة على وجه الخصوص. وتتمثل الكتلة الأولى بالدول الصناعية المتقدمة، وتتحدث باسمها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والنرويج واليابان. الكتلة الثانية تضم الدول النامية والأقل نمواً أو كما تُعرَف باسم " مجموعة الـ 20"، على الرغم من أنها أصبحت تضم أكثر من 20 دولة، تقف إلى جانبها دول نامية كُبرى مُصدِّرة للمنتجات الزراعية كالأرجنتين، والصين، والهند، وتقودها البرازيل بين دول أخرى. وفي الوقت الذي يتم فيه انتظار تبادل الكتلتين تقديم تنازلات في الزراعة، خاصة ما يتعلق بحرية دخول المنتجات الزراعية للدول النامية مجاناً إلى أسواق الدول الصناعية، أي بصفرٍ من الرسوم، وقضايا الأمن الغذائي، والضوابط الجمركية ..إلخ، سجَّل ملف "تيسير التجارة" تقدما ملموساً وذلك بتقليص عدد الأقواس في وثائق اتفاقية تيسير التجارة. وتشير المصطلحات والجمل والعبارات المحصورة بين أقواس إلى وجود خلاف حولها. أكد بعض الدبلوماسيين أنَّه مازالت هناك المزيد من الأسئلة التي لم تحل في اتفاقية تيسير التجارة، في حين أكَّدَ آخرون أن الاختلافات آخذة في الانكماش. وعلى هذا المنوال لا يُعرَف على وجه اليقين حتى الآن هل سيتم شحن الوثائق إلى مؤتمر بالي بعد إخضاعها للقراءة الأخيرة والترجمة، في وقت لم يبق على عقد المؤتمر سوى 11 يوماً من ضمنها أربعة أيام لعطلتي نهاية الأسبوع السابقتين لعقد المؤتمر.