لأننا نهمل الدراسات والأبحاث لم يكلف أستاذ جامعي واحد نفسه بإجراء دراسة تبحث الوضع الاجتماعي والخلفية الأسرية لصغار السن من الانتحاريين التكفيريين الذين تستخدمهم الجماعات الإرهابية لتنفيذ أهدافها بطواعية وإقبال.لا بد من خلل أسري أو تربوي أو حالة نفسية غير طبيعية ناتجة عن حرمان أو عنف أو تحقير تجعل شابا صغيرا في مقتبل عمره قابلا للتوجيه والاستغلال فيختار طريق الموت في غير جهاد صحيح يقاتل به أعداء دينه ووطنه أو دفاعا عن عرضه أو نفسه أو حتى ماله!، ولماذا ينصاع وبسرعة وسهولة ومبكرا لقوى إرهابية شريرة تجعل منه أداة لقتل أخيه المسلم وأين؟! في بيوت الله وأثناء أدائهم الصلاة وهو يراهم سجدا!، وكيف؟! بتفجير نفسه!!.هذا السلوك الغريب الشاذ مدعاة لإجراء مئات الدراسات والأبحاث في الجامعات بل هو مادة بحث تفرض نفسها لو كان لدى أساتذة الجامعات في جامعاتنا النظرية الحد الأدنى من الحس الديني أو الوطني أو الإنساني بل وحتى الحس المهني!، وللأسف أن أساتذة الجامعات لدينا في الشقين العلمي والنظري لا يعيرون الأبحاث الوطنية الجادة أدنى اهتمام وليس لهم باع في مجال الدراسات المتخصصة ذات المردود على المجتمع على مستوى العالم ويمارسون تنظيرا فقط من كراسيهم المكتبية الوثيرة كونهم يحملون شهادة دكتوراه تبعها أستاذية لا تقوم على أساس.أرجو أن لا يخرج مكابر ويقول إنه لا يوجد لدينا تشجيع للبحث العلمي بل على العكس، لدينا أكثر كراسي الأبحاث المدعومة بالملايين على مستوى العالم ومن أكثرها مالا عالميا، لكنها ويا للأسف غير مراقبة وأصبحت مالا سائبا يعين على الفساد بل هو الفساد بعينه!!.ولدينا نظام ترقيات أعضاء هيئة التدريس في سلم التدرج العلمي الذي يتطلب إجراء أبحاث ونشرها، لكن عضو هيئة التدريس يكلف مساعدين ومعيدين من الإخوة العرب والمتعاقدين من جنسيات مختلفة بإجراء أو فبركة البحث ثم يضع عليه اسمه وينشره، ولذا فإن الترقيات لدينا هي الأسرع والأعلى عالميا دون أبحاث ذات قيمة وطنيا.لا بد من هيئة وطنية فاعلة وموثوقة للرقابة على البحث العلمي والترقيات وإلا أصبحنا مجتمع دكاترة وأساتذة و(بروفسورات) مزيفين ودون أدنى مردود وطني. عكاظ