عمران محمد (دبي) مرت على كرتنا مراحل حقب تختلف كل واحدة منها عن سابقتها بكل التفاصيل، الوجوه، الأسماء، الملاعب، وحتى بعض الألوان.. في كل مرحلة رجال وأسماء صنعوا من خلالها أجمل أيامها، دورينا كان يعبر عن مثل «لكل زمن دولة ورجال» بحذافيرها، فالفريق الذي يسرق الأضواء في الثمانينيات تشاهده متفرجاً على الأحداث في العقد الذي يليه، والنجم الذي يبرز في التسعينيات يسلم الراية على مضض لمن بعده مع بداية عصر الألفية.. أندية حققت كل إنجازاتها في فترة، وأخرى دخلت كل الأزمان من الباب الواسع.. ووجوه حين تذكر الفترة التاريخية تزور مخيلتك لتذهب إليها وتسألها عن ذكرياتها وأسرارها. نحن اليوم مع انطلاق الموسم الجديد، أردنا أن نستعيد كل الأيام ونجمع كل السنين في موضوع لنخبر الأجيال عما فعله النجوم في السنين والأعوام الفائتة حتى لو انقضى عليها أكثر من 4 عقود. حقبة السبعينيات «1974 ــ 1979» عبد الكريم يستعيد ذكريات فكرة الدوري وبداياته قيام الاتحاد والتوجه بتطوير مناحي الحياة كان أول الغيث هذه حكاية فوز الشارقة بلقب بطولة أول دوري أسامة أحمد (الشارقة) كان يحيى عبد الكريم حارس الشارقة السابق شاهدا على حقبة دورينا في السبعينيات «1974_ 1979» واستعاد لنا ذكريات فكرة المسابقة آنذاك وبداياتها، مؤكدا انه عند قيام الاتحاد كان التوجه بتطوير كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالدولة من ضمنها الحركة الرياضية، ليتم إشهار وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد الكرة. وأشار عبد الكريم إلى الأنشطة الرياضية غير الرسمية التي كانت تُمارس في كل إمارة على حدة لم تكن منظمة، حيث كانت الانطلاقة الرسمية لدورينا في موسم 73_ 74 بمشاركة أندية إمارات الدولة باستثناء أندية أبوظبي والعين بسبب بُعد المسافات آنذاك. وأوضح أنه تم تقسيم الفرق المشاركة من دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين والمنطقة الشرقية إلى 3 مجموعات، تصدرها الأهلي دبي والعروبة سابقا الشارقة حاليا وعُمان سابقا الإمارات حاليا، لتلعب الأندية الثلاثة المتصدرة دوريا من دور واحد أسفر عن تتويج العروبة «الشارقة» بلقب النسخة الأولى. ويواصل يحيى حديثه عن بدايات دورينا، مشيرا إلى انه تم تنظيم المسابقة بشكل أفضل في السنوات التي تلت النسخة الأولى وذلك بانضمام فرق جديدة واندماج بعض الأندية لتأخذ شكلا أكثر جدية وتنظيما مما كان له المرود الإيجابي على المستوى الفني العام. وقال: «دمج العروبة مع الخليج أثمر عن تكوين فريق الشارقة فيما تم تكوين الشعب بدمج فريق الشارقة مع النادي العُماني». وأضاف عبد الكريم: «المسابقة كانت ُتدار من قبل اتحاد الكرة الذي أصبح أكثر تنظيما من خلال تكوين لجانه المختلفة والاهتمام بالتحكيم والمنتخبات الوطنية مما انعكس إيجابا على منظومة كرة القدم في تلك الحقبة». وتحدث حارس الشارقة السابق عن حكاية فوز فريقه ببطولة أول دوري، مؤكدا أن الشارقة «العروبة سابقا» كان يقوده في التدريب المصري أحمد رفعت الذي ضم في صفوفه لاعبين أجانب من مصر والسودان وفلسطين، بجانب نخبة من اللاعبين المواطنين أمثال يوسف محمد وجاسم محمد وسعيد البردان وغيرهم مما كان على المرود الفني على مستوى الفريق. وقال: «الشارقة كان يضم من مصر حسن جعفر وعلي قنديل ومن السودان المرحوم نجم الدين حسن، حيث استطاع العروبة تصدر مجموعته والفوز بلقب النسخة الأولى الذي لم يأت من فراغ فيما كان النصر دبي أحد الأندية القوية ليحقق العروبة الفوز على عُمان رأس الخيمة فيما تعادل الأهلي مع عُمان ليتعادل العروبة «الشارقة» مع الأهلي وبالتالي ينجح في انتزاع اللقب». ***************************************************************************************** سعيد عبد الله: 5 عناصر أسهمت في تفوق «وصل الثمانينيات» معتصم عبدالله (دبي) رأى سعيد عبد الله نجم الوصل السابق والحكم الدولي السابق أن التميز في حقبة الثمانينات لم يقتصر على الوصل فقط في ظل المنافسة مع الشارقة والعين، وذكر ان العوامل التي أسهمت في التألق اللافت للأندية الثلاثة في تلك الحقبة تمثلت بداية في نوعية اللاعبين، كون اللاعب يمثل 70٪ من قوة اي فريق، وقال: «مستوى التعليم العالي للاعبي الوصل، والمراكز الوظيفية التي كان يشغلها معظم اللاعبين في الحياة العملية بتلك الحقبة أسهم بشكل واضح في الارتقاء بمستوى الفريق الذي تسيد الى حد كبير بطولة الدوري منذ تتويجه بالنسخة الأولى موسم 1981- 1982»، لافتاً إلى أن ما انطبق على لاعبي الوصل اسهم أيضا في تميز فريقي الشارقة والعين. وذكر عبدالله أن عناصر التعليم، الثقافة، السلوك، الاجتهادي البدني، والاجتهاد الفني، قادت عناصر فريق الوصل لتسيد الساحة في تلك الفترة وحصد العديد من الألقاب من بينها كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمرة الأولى 1987، الدوري 1982، 1983، 1985، 1988، لافتاً إلى أن السلوك الجيد للاعبين خارج الملعب وحرصهم على التجمعات المستمرة في الأماكن المحترمة بعيداً عن المقاهي والسهر، منوهاً الى أن المنافسة مع الشارقة على الألقاب المحلية في تلك الحقبة مردها لتقارب المستوى في كل النواحي بين اللاعبين. ورأى الدولي السابق لفرقة الفهود أن خروج الأجانب في تلك الحقبة أتى خصماً على المنافسة وعلى نادي الوصل تحديداً رغم الفرصة التي أتيحت للعناصر المواطنة، وأضاف: «أجانب الوصل أمثال حموري ومحمد بولو اسهموا بشكل واضح في تطور مستوى الأداء آنذاك والحصول على أول ألقاب الدوري، وأعتقد أن ابتعاد الأجانب أثر بالسلب على المستوى العام للمنافسة». وشدد عبدالله على أن تميز الوصل في حقبة الثمانينيات وما قبلها لم تقتصر فقط على كرة القدم بل تعدتها بالضرورة إلى كل الألعاب الجماعية، وقال: «الوصل أول الأندية تطبيقاً لمفهوم الرياضة الشامل، وهي الأرضية التي انطلقت منها إنجازات حقبة الثمانينيات». ***************************************************************************************** 7 مواسم خضراء لـ «قلعة الجوارح» عبد القادر حسن: شباب الـ 90 «6 نجوم» وليد فاروق ( دبي) يرى عبد القادر حسن، نجم نادي الشباب السابق، أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الإماراتية، والحارس الأساسي للأبيض خلال الفترة من 1982 إلى 1992 وما تخللها من المشاركة في مونديال إيطاليا 1990، أن حقبة التسعينيات، تعد الذهبية في تاريخ «الجوارح» حيث شهدت إحراز العدد الأكبر من البطولات في سجلات الفريق وشملت 6 ألقاب على مدار 7 أعوام، وهو العدد الأكبر للبطولات للأندية في تلك الفترة. وعلى مدار مسيرته في حماية عرين الجوارح التي بدأت موسم 79 حتى اعتزاله موسم 96 حقق عبد القادر العديد من الألقاب متمثلة في بطولتي دوري عام وثلاث كؤوس لرئيس الدولة وبطولة لمجلس التعاون الخليجي عام 1992 والتي حصل خلالها على لقب أفضل حارس مرمى في البطولة. وأشار مدير إدارة المنتخبات في اتحاد الكرة حاليا، أن نادي الشباب نجح خلال فترة التسعينيات وبفضل جهود لاعبيه ودعم إدارته ومؤازرة جماهيره في تحقيق 6 بطولات متمثلة في بطولتي دوري موسمي 1990 و1995، و3 بطولات لكأس صاحب السمو رئيس الدولة أعوام 1990 و1994 و1997، إضافة إلى بطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية الأبطال موسم 1992. ويضيف أن هذه الفترة التي عاصرت مشاركة منتخبنا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بإيطاليا 1990 كان لها تأثير إيجابي كبير على أداء معظم الفرق وتطور طموحات اللاعبين بعدما شاهدوا زملاءهم يشاركون في مباريات المونديال، وهي البطولة التي كان له شخصيا شرف التواجد فيها ضمن صفوف الأبيض. وتابع: على صعيد التفوق المحلي وعلاوة على نادي الشباب، كان هناك أيضا نادي الشارقة «الملك» صاحب الرصيد الأكبر من التتويج بالبطولات في تلك الفترة، والذي كان يضم نخبة من النجوم، وكان منافسا قويا على معظم البطولات وقتها وحصل على بطولتي دوري ومثلهما بطولتي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وطبعا كان هناك نادي العين «الزعيم»، صاحب 3 القاب من بطولة الدوري في التسعينيات، وبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وينضم إلى هذه الأندية نادي الوصل «الإمبراطور» الذي حصد لقب الدوري مرتين موسمي 1992 و1997، علاوة على حصوله على برونزية آسيا عام 1993. ووصف عبد القادر حسن جيل فريق الشباب- الذي كان هو احد لاعبيه - ونجح في حصد بطولة التعاون الخليجي بأنه كان «الجيل الذهبي» للجوارح والذي كان يضم بين صفوفه مجموعة زاخرة بالمواهب والإمكانات الفنية العالية أمثال حسن مراد، وعبيد هبيطة، وعيسى صنقور، وخميس سعد وغيرهم من اللاعبين المميزين الذين قلما يجود الزمان بمثلهم في فريق واحد. ***************************************************************************************** غريب حارب: الألفية عيناوية بنجمة آسيوية سامي عبدالعظيم (العين) أكد غريب حارب لاعب العين السابق أن حقبة الألفية من 2000 إلى 2007 شهدت مرحلة اكتساح الزعيم للبطولات بعد الفوز بلقب الدوري ثلاث مرات على التوالي ثم الحصول على بطولة خليجي الأندية واللقب الكبير إثر تتويجنا بدوري أبطال آسيا لكرة القدم 2003، فضلاً عن لقبي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم. وأوضح اللاعب غريب حارب أن فريق العين في الفترة التي شهدت تتويج الفريق بالبطولات مثلت حالة كبيرة من التحدي للاعبي العين بفضل الدعم اللافت الذي حصلنا عليه من أصحاب السمو الشيوخ، إلى جانب وجود العناصر القوية لدرجة أننا كنا نقول إن العين يتمثل بفريقين في المنافسات المختلفة وهذا الشيء من الأسباب المهمة التي ساعدتنا على متابعة مرحلة النتائج القوية بالمنافسة على أفضل المراكز. وأشار اللاعب غريب حارب إلى أنه يتذكر جيداً الخسارة التي تعرض لها العين من الشارقة في 2005، وحينها تحدث إلينا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبعد ذلك لم نتعرض على الإطلاق للخسارة في أي مباراة في الدوري وحصلنا على اللقب، موضحاً أن المنافسة كانت قوية للغاية مع الوحدة الغريم التقليدي للزعيم وكنا نشعر بأن هذه المنافسة تدعم التطور الكروي وتعزز روح المنافسة بين اللاعبين. واختتم: خضنا هذه المرحلة بوجود الأجنبيين الإيفواري سانجو والبرازيلي رودريغو ثم رحل الأخير في 2006 وحل مكانه اللاعب البرازيلي أديلسون والأمور كانت جيدة بفضل المنافسة القوية من لاعبي العين ورغبتهم في التتويج بالبطولات وهذا هو الشيء الذي يؤكد قوة العين وهيبته القوية في حصد الألقاب لتحقيق طموحات الجماهير التي تنشد الفوز في جميع الأوقات والمناسبات. ***************************************************************************************** عبدالسلام جمعة يحكي تجربته «بين ناديين»: شتان ما بين الأمس واليوم محمد سيد أحمد (أبوظبي) يحكي عبد السلام جمعة عن حقبة الاحتراف قائلا: شتان ما بين الأمس واليوم، فالاحتراف أحدث تغييرا كبيرا في كرة القدم بالدولة، في المفاهيم وعقود اللاعبين والفرق كبير بين دخل اللاعب في زمن الاحتراف عن أيام الهواية، وهذا التغيير انعكس على اللاعبين من الناحية المادية، لكن ما زالت العملية تفتقد الفكر الاحترافي بالرغم من التطور الجزئي في هذا الجانب. وقال: «عاصرت هذه المرحلة مع ناديين الجزيرة ثم الظفرة وفترتي مع الجزيرة شهدت تحولا كبيرا في مسار هذا النادي ورغبة كبيرة في الفوز بالبطولات، بفضل الاستقرار الفني والإداري وتدعيم الفريق بلاعبين من متميزين من المواطنين والأجانب والصبر على الفوز بالبطولات التي تم تدشنها بكأس الأندية الخليجية، ثم كأس اتصالات وبعدها جاء الجمع بين أهم لقبين الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة في 2011 التي تمثل بداية عصر النادي مع البطولات الكبيرة وفي العام التالي احتفظ الفريق بلقب الكأس، والإرادة كانت كبيرة من الجميع بالنادي على تحقيق الألقاب». ويواصل عبد السلام جمعة: لا يمكن الفصل بين تحقيق الجزيرة للألقاب والاحتراف وفتح باب الانتقالات للاعبين المواطنين لأن هذين العاملين كانا من أسباب تحقيق أهداف النادي، وأعتقد أن فتح باب الانتقالات لعب دوراً مهماً في الفترة الأخيرة في تحقيق الأندية للبطولات وبشكل خاص دوري الخليج العربي، وهو أمر إيجابي نأمل أن يكون بشكل أكبر عن ما هو عليه لأن ذلك في مصلحة اللاعبين والأندية والمسابقات في آن واحد، وشاهدنا في الفترة الأخيرة صفقات ضخمة حققت مكاسب مالية للأندية التي باعت بطاقات لاعبين وفنية للتي اشترت، ويتابع: «أما القسم الثاني من تجربتي في عصر الاحتراف مع نادي الظفرة فلا تقل ثراء في التجربة عن سابقتها».