عندما صعد الإنسان على القمر وجده، أرضاً قاحلة، جرداء، كلها صخور، وأتربة، وبدون أوكسجين، وبدون ماء، وبدون حياة، فلم تتكرر رحلات الفضاء، واستمر القمر يلهم البسطاء، والشعراء، بأحلامه الوردية، يظهر تارة ويختفي تارة، ويستدير في وسط الشهر، ليكون دوماً الخيال الحالم، الذي يداعب أشواق العشاق. يحكى أن زوجة الأسد توفيت، فحزن ملك الغابة حزناً شديداً، وطلب مراسم جنازة مهيبة، وأرسلت الدعوات لجميع الحيوانات لحضور العزاء، وخشيت الغابة أن دموع الأسد الحزين قد تنشر الدماء في تلك الليلة، فاجتمعوا خائفين، وطلبوا من الثعلب الكلام، فتقدم الصفوف وقال يامولاي رأيت حرمكم المصون في النوم، على فراش من الورد الزهري، ترسل تحياتها لجميع من حضر الليلة، وتدعوكم للصبر، ونشر الفرح والسرور، وأن الغابة بعدها ستصبح أكثر اخضراراً وأكثر ازدهاراً، فصاح كل الحيوانات بصوت واحد، معجزة، معجزة، فتبسم الأسد، وعادت الطمانينة للجميع. في القرن السادس عشر، كانت البندقية، مقصد التجار، وكانت قبلة الأمراء، وكانت مدينة تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، ولكن مع نهاية القرن بدأت الأضواء تنزاح عنها لصالح أسبانيا والبرتغال، واكتشافات العالم الجديد، وبعد سقوط قبرص في يد الأتراك، فقدت البندقية معظم تجارتها، وشارفت على الإفلاس، وعاش الناس في قلق وخوف الانكماش الاقتصادي، حتى سمعوا العالم براجادينو، الذي يستطيع تحويل المعادن إلى الذهب، فطالب البرلمان بإحضاره للمدينة، واشترط براجادينو عليهم أموالاً، وقصراً، وحياة من البذخ، وفعلاً عندما وصل دب النشاط الاقتصادي في أرجاء البندقية، أملاً في تدفق أطنان الذهب عليها، وهو ما لم يتحقق. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الثاني والثلاثون، الحقيقة مُرّة لذلك يهرع الناس لواحات الخيال الحالم، في وسط صحراء الحقيقة القاحلة، وينقادون إليها، لذلك اضرب على أوتار الخيال الحالم، تجد الشارع يتبعك.