رفض رئيس جنوب السودان سلفا كير توقيع مشروع اتفاق السلام الذي عرضته أول أمس الاثنين في أديس أبابا الوساطة الدولية لإنهاء 20 شهراً من الحرب الأهلية في البلاد، معتبراً أنه استسلام لا يمكن للسلطات أن تقبله كما أعلنت حكومة جوبا. وقال مايكل ماكوي الناطق باسم الحكومة أن هذه الوثيقة قدمت لنا واعترضنا عليها، لأنها تتضمن بنوداً مثيرة للخلاف ولأنه تبقى هناك مواضيع عالقة يجب التفاوض عليها للوصول إلى اتفاق حولها. وأضاف أن هذه الوثيقة هي استسلام ولن نقبل بها. وطالبت أوغندا الفصائل المتحاربة بتنحية مطالبها الذاتية جانباً وإبرام اتفاق سلام، وجاء هذا الطلب بكلمات جافة تؤكد نفاد صبر القوى الإفريقية والعالمية إزاء تكرار انهيار وقف إطلاق النار وما تم التوصل إليه من اتفاقات في جنوب السودان. وقد هددت واشنطن بفرض عقوبات على زعماء جنوب السودان في حين تقول جماعات الإغاثة إن القتال جعل الآلاف يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء. وقال شابان بانتاريزا المتحدث باسم الحكومة الأوغندية إن الحكومة تعلم مدى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة خاصة عندما يكون إحساس الأطراف المتحاربة بذاتها متضخماً ،وعندما تضع هذه الأطراف مصالحها الشخصية قبل المصلحة الوطنية. وقال عضو بفريق الوساطة التابع لمجموعة إيقاد الإقليمية إن كير لديه تحفظات على خطة اعتبار جوبا منطقة منزوعة السلاح. وأضاف أن كير سعى لإلغاء بند يدعو إلى إجراء مشاورات مع مشار حول الصلاحيات والمهام والمسؤوليات التي سيتولاها في أي حكومة مستقبلا. من جانبه حذر الاتحاد الأوروبي من التداعيات الخطيرة لعدم التوصل إلى اتفاق سلام، وعد بيان مشترك وقعه كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فدريكا موغيريني، والمفوض المكلف بشؤون إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية كريستوس ستايليانيدس، والمفوض المكلف شؤون التنمية نيفن مميكا، قيام بعض الأطراف بالتوقيع على اتفاق جزئي في أديس أبابا تطوراً إيجابياً، مؤكداً أن الاتحاد يدعو جوبا إلى التوقيع على هذا الاتفاق من أجل تسهيل التوصل إلى اتفاق نهائي. ودعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبياس الوود جوبا إلى التوقيع الكامل على اتفاقية سلام مع المتمردين. وحث المسؤول البريطاني في كلمته التي ألقاها نيابة عن مجموعة دول الترويكا الولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة في أديس أبابا حكومة جوبا على التوقيع الكامل على الاتفاق. في الأثناء يبدأ وفد من مجلس السلم والأمن الإفريقي اليوم الأربعاء زيارة رسمية إلى السودان تستغرق ثلاثة أيام لإجراء مشاورات مع وزير الخارجية والجيش والشرطة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق أن الوفد الذي يضم 20 شخصاً سيجري مباحثات تتناول الأوضاع الإنسانية والأمنية في دارفور.