تعد الانفجارات التي دوت في كابول أخيرا وأسفرت عن قتل وجرح المئات، عنصر تذكير بالحقيقة القائلة إن هناك تحديات هائلة تنتظر أفغانستان، ولكن هناك أيضا إمكانية حقيقية لطريق يفضي إلى السلام. ربما كان الشيء المثير للقلق حسب تأكيد مسؤولين أفغان وباكستانيين بارزين، أن أفغانستان أصبحت مجددا ملاذا لجماعات إرهابية عابرة للأمم بما في ذلك تنظيم داعش، ومع سيطرة الفوضى على جانب كبير من المنطقة، فإن قلة من حلفاء أميركا هم الذين لديهم الإرادة السياسية والدعم من جانب الرأي العام والقوات البرية لمقاتلة الإرهابيين، وأفغانستان تعد استثناء بارزا في هذا الصدد. وقد أفرزت التحولات السياسية والأمنية العام الماضي حكومة وحدة إصلاحية يقودها الرئيس الأفغاني أشرف غاني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله إلى جانب التحمل الناجح للمسؤولية الأمنية من جانب القوات الأفغانية. ولكن الانسحاب المتزامن لذلك مع أكثر من 120 ألف جندي من قوات التحالف والتقليل الملموس في المساعدة الدولية العسكرية والمدنية، كل ذلك أفضى إلى أزمة اقتصادية قاسية. وقد حسن تحرك غني لمد الجسور إلى باكستان بشكل ملموس العلاقات بين البلدين على ألأقل حتى حدوث الهجمات الأخيرة، ويبدو أن باكستان تتقبل الآن أنها بحاجة إلى أفغانستان مستقرة وليس ملاذا آمنا للإرهابيين. ولكن من الواضح أن باكستان تريد السيطرة على عملية المصالحة والإبقاء على نفوذها لدى طالبان، وتعتقد أفغانستان أن باكستان قد زادت دعمها المادي لطالبان خلال موسم القتال الحالي، وذلك لكي تدعم رهانها على المصالحة ولتقوي وضعها التفاوضي، وهكذا فإن من الغريب أن احتمالات السلام وإيقاع الصراع قد تزايدا بشكل متزامن.