طرابلس - وكالات: قتل أكثر من 50 مسلحاً من تنظيم داعش خلال المواجهات الأخيرة في مدينة سرت الليبية مع مسلحي قبيلة الفرجان وقبائل أخرى، وفق ما قالت مصادر محلية بالمدينة. وقالت المصادر إن مسلحي التنظيم يسيطرون حالياً على كامل "الحي رقم ثلاثة" بالمدينة، بعد أن حاصروه وقصفوه بأسلحة ثقيلة إبان المواجهات التي دفعت الأهالي إلى النزوح من المدينة. وتشهد مدينة سرت معارك منذ الأربعاء الماضي بين مسلحي تنظيم داعش وأهالي المدينة الذين يحاولون استعادة السيطرة عليها وطرد التنظيم منها. وقد تعهّد المؤتمر الوطني العام في طرابلس بمواصلة عمليته العسكرية ضد التنظيم في سرت، وقال المؤتمر في بيان إنه "سيواصل معاركه ضد الإرهاب، حتى استئصاله من البلاد". ومن جهتها أصدرت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا بياناً مشتركاً أدانت فيه "الأعمال البربرية" التي ارتكبها تنظيم الدولة في سرت. وكان التنظيم صلب 12 شخصاً في سرت وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، ما دفع بدار الإفتاء إلى الدعوة لحمل السلاح ومقاتلة مسلحي التنظيم. وقد أعلنت رئاسة أركان المؤتمر العام، ووزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ - الأربعاء الماضي بدء عملية عسكرية ضد مسلحي تنظيم الدولة في سرت، إثر الانتفاضة الشعبية لأهالي المدينة، ضد مسلحي التنظيم. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعاً على السلطة تسببا بانقسام البلاد إلى حكومتين وبرلمانين إحداهما تدير أعمالها من العاصمة طرابلس والأخرى في الشرق. ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة عن النزاع موطئ قدم لتنظيم داعش الذي طرد في يوليو الماضي من مدينة درنة الواقعة في أقصى الشرق الليبي إثر معارك خاضها مع جماعات مسلحة محلية مناهضة. إلى ذلك قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إن ليبيا سوف تصبح دولة فاشلة مثل الصومال إذا لم تتوصل ميليشياتها المتحاربة سريعاً إلى اتفاق لتقاسم السلطة. وأصبحت ليبيا مرتعاً رئيسياً للاتجار بالبشر ونقطة انطلاق بقوارب المهاجرين بشكل غير مشروع إلى أوروبا.. كما تشهد، وسط بطء التقدّم في محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة، سيطرة تنظيم داعش على مدينة سرت الساحلية. وقال جنتيلوني لصحيفة "لا ستامبا": إن "التوقيت بالغ الأهمية والوقت ليس ممتداً بلا نهاية، ولا سيما الآن عندما أصبح لتواجد داعش في سرت أبعاد مزعجة". وفي مقابلة تأتي قبيل جولة جديدة من محادثات الأمم المتحدة غداً الأربعاء، قال جنتيلوني: "إما أن نقترب من التوصّل لاتفاق في غضون أسابيع قليلة، أو سوف نجد أنفسنا أمام صومال جديدة قرب سواحلنا ونضطر لرد فعل مختلف".