في الذكرى الثانية لمذبحة فض اعتصامي رابعة العدويةوالنهضة، أصدرت حركة الاشتراكيين الثوريين بيانا جاء فيه "الغرض من تلك المذابح لم يكن مجرد فض الاعتصامات أو حتى تصفية الإخوان، الهدف كان ولا يزال كسر تلك الحالة الثورية التي خلقتها ثورة يناير 2011". ومن جانبها قالتحركة 6 أبريلفي بيان لها"لا نستطيع أن ننكر أن ما حدث أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة يعد مذبحة إنسانية بكل المقاييس، مذبحة لا يستطيع أن ينكرها إلا معدومو الإنسانية والضمير والمبادئ". ويختلف موقف الحركتين عن ما كان عليه في الذكرى الأولى للمذبحة، والتي صادفت حراكا في الشارع لتلك القوى، رفضت فيه رفع مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي شعار رابعة، واعتبرته "شعارا سياسيا لا يمكن التوافق حوله". محود عزت: الصورة كانت ضبابية في السابق لكنها باتت أكثر وضوحا (الجزيرة) قضية إنسانية ويرجع زيزو عبده -القيادي في حركة شباب 6 أبريل- تطور الموقف إلى اعتبارها "قضية إنسانية لا تخدم موقفا سياسيا لفصيل بعينه" مضيفا أن الحركة كانت متحفظة في تعاطيها مع شعار رابعة في الذكرى الأولى للمذبحة، نتيجة استغلال مؤيدي مرسي له سياسيا". وتابع "الصورة باتت الآن أكثر وضوحا، ما استدعى تفاعلا أكبر حيث استقر الجميع على أن ما حدث مذبحة هي الأكبر من نوعها في العصر الحديث ويمكن البناء على هذا التقارب الإنساني رغم الخلاف السياسي، للوصول إلى ورقة سياسية تتضمن رؤى مشتركة بين القوى الثورية". أما محمود عزت -القيادي في حركة الاشتراكيين الثوريين- فقال "إن موقف حركته لم يتغير من الأحداث وإن حدث تطور في التفاعل معها". وأضاف "موقفنا واضح منذ البداية وأصدرنا بيانا قويا أدنَّا فيه ما قام به العسكر، وكون التفاعل قد زاد هذا العام فهو أمر إيجابي نثمنه جميعا". وبرر عزت تطور تفاعل الحركات الثورية مع ذكرى المذبحة هذا العام، بأن "الصورة كانت ضبابية في السابق، لكنها باتت أكثر وضوحا ولم يعد هناك ما يخفى من جرائم العسكر، وللاستفادة من هذا التقارب الإنساني لا بد من أن تكسر جميع القوى حالة الاستقطاب الحادة الحاصلة بينها وتكون جبهة قوية ضد النظام الحالي". أحمد رامي: لم تنتكس الثورة إلا بفعل الفرقة (لجزيرة) تصحيح وترحيب ويعتبر المحلل السياسي أحمد طه تطور موقف الحركتين "تصحيحا لخطأ فادح وقع فيه الجميع على المستوى السياسي والإنساني والأخلاقي بالنظر إلى المذبحة بعين الاستقطاب الإسلاميالعلماني". وأضاف "الاختلاف السياسي أو الأيديولوجي مهما كان واسعاً لا يعني القبول بإقصاء الآخر سياسياً فضلاً عن القبول باستباحته إنسانياً وحدوث تقارب سياسي من عدمه نتيجة لذلك، مرهون بقيام كل طرف بإعادة تقييم لمواقفه السابقه ودخوله في عملية نقد ذاتي مكثّف من أجل استخلاص الدروس من الأخطاء التي ارتكبها خلال الفترة الماضية". بدوره ثمن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أحمد رامي موقف الحركتين، قائلا إنه يعكس "تطورا لا بد من بناء الجميع عليه وفي مقدمتهم الإخوان وبيننا وبين تلك الحركات الثورية تاريخ من العمل المشترك، استمر قرابة عشر سنوات، وعلى أكتاف من شارك في هذا العمل المشترك قامت ثورة 25 يناير". ومضى قائلا "لم تنتكس الثورة إلا بفعل الاختلاف والفرقة، وأغلبها بتدبير مخابراتى وبعضها بسوء تصرف نتحمل نحن كإخوان جزءا منه ربما أكثر من الباقين، نظرا لحجمنا كتنظيم، والتنسيق والعمل المشترك والاتفاق على أولويات واحدة بين التنظيمات الثورية يكمن في بعث الأمل لدى الشعب الذي لا بد أن يتحد لينجح في ثورته على النظام المستبد".