الفرحة شبه الهستيرية، والاحتفالات الصاخبة التي فعلها رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد وكثيرون من منسوبي المنتخب الأول بعد التأهل لنهائيات كأس آسيا 2015 يكشف أمرين: الأول حجم السعادة بالإنجاز مهما صغر؛ لأن الخسائر صارت هي السمة الملازمة للمنتخب، والفوز أمر عارض، والثاني الشعور بالضيق من قبل عيد بعد أن خنقه المشككون بقدرته على قيادة اتحاد القدم بسبب ضعفه، او لأنه الصورة الظاهرة لأخرى مختفية تديره وبالتالي اعتبر شخصا يقع في الهامش، أو لأن القدرات الفنية أضعف من أن ترفع المنتخب شبرا واحدا عن الأرض. نحن سعيدون مثله بالطبع، فحجم الإنجازات يقاس بحجم الإمكانات، وبالتالي فالفرحة تكبر أو تصغر حسب مساحة الأمل، وعلى سبيل المثال عندما خسر المنتخب أمام العراق في نهائي كأس آسيا 2007 اعتبرت خيبة أمل كبيرة تستحق جلد منسوبي الأخضر كبيرهم وصغيرهم، أما الآن في ظل الإخفاقات المتتابعة عددنا هذا إنجازا يستحق الإشادة القصوى، فكأننا نعود أربعين أو خمسين سنة إلى الوراء حيث البدايات. لست بحاجة إلى أن أحلل واقع كرة القدم المحلية عامة والمنتخب خاصة، ولا أن أستشرف مستقبل كرة القدم فأسير مع عيد الذي وعد بأن يجعل المنتخب ضمن أفضل أربعين منتخبا لسبب رئيس هو أن مشكلات كرة القدم أوسع من أن يحيط بأطرافها، هي مشكلة اجتماعية بسبب ضعف الممارسين لها، ربما أنها جملة سقطت من الحملة الانتخابية! سمعت مذيعا يسأل ضيفه: هل مستوى المنتخب في هذه المسابقة مقنع؟ الإجابة التي يفترض أن تقدم معلبة يسمعها الجميع هي: نعم! فلا مجال للإجابة ب لا، حتى لو أنها الأقرب للصحة، ذلك أن النتائج تكذبها.. لا مجال لنقاش المستوى، فهو على أي حال الأفضل خلال الثلاث السنوات الأخيرة، أيضا نحن بصدد مناقشة نتائج توصل إلى هدف، فلسنا في مرحلة إعدادية. بقايا... الوضع المادي في الرائد خطير جدا، والسبب كما يعرف الجميع الديون التي سببها البذخ غير المقنن. في الرائد يدفع الشخص من ماله كثيرا، ثم يأتي شخص لا وزن له يسب ويشتم، ويجد من يصفق له، في الرائد المعايير مقلوبة!