الحمد لله رب العالمين حمد العابدين الشاكرين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين خاتم الرسل والنبين محمد بن عبدالله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعين أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد.. ففي شهر رمضان المبارك 1436 ه انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية -طيب الله ثراه ورحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته- وكان خبر وفاته صعباً وقاسياً ومؤلماً في نفوس أبناء المنطقة؛ فسموه الكريم يرحمه الله تعالى يحتل مكانة خاصة في قلوب أبناء المنطقة برجالها ونسائها وشبابها، فغالبية أبناء المنطقة ولدوا بعد تولي سموه مهام إمارة منطقة الحدود الشمالية، وبذلك استحق سموه لقب والد الجميع بكل جدارة، وهذه الأبوة التي تربط أبناء المنطقة بأميرهم كانت تتردد في مجالس سموه، وكان يتحدث بها وعنها في مجالسه الكريمة، وفي كل المناسبات التي يرعاها، ولعل الحب المتبادل بين سموه وأبناء المنطقة جعل كل مواطن يشعر بأنه يحظى بمنزلة خاصة عند سموه، فيخرج الجميع من مجلسه ونفوسهم منشرحة وتلهج ألسنتهم بالدعاء لسموه -يرحمه الله-. هكذا عاش الفقيد الغالي محبوباً ووالداً للجميع، وهكذا عبر رجال ونساء المنطقة عن هول الصدمة وألم الفراق بوفاته إلى أن صدر الأمر الملكي الكريم بمنح الثقة الملكية لأحد أنجال سموه أميراً لمنطقة الحدود الشمالية، ألا وهو صاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود -حفظه الله- جعله الله خير خلف لخير سلف سائلين الله سبحانه وتعالى أن يمده بعونه وتوفيقه لخدمة الدين ثم المليك والوطن، الجدير بالذكر أن سمو الأمير مشعل نشأ وتربي في مدرسة الفقيد تلك، تلك المدرسة التي تميزت بالعدل والمساواة والجدية والإدارة الحازمة والمخلصة للدين والمليك والوطن، كما أن التأهيل العلمي العالي لسمو الأمير مشعل في مجال القيادة والإدارة سيمكنه بمشيئة الله تعالى على السير على خطى والده في الحكمة والإدارة الرشيدة لتطوير وتنمية المنطقة، ولا ننسى أنه القادم من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مدرسة الحزم والعزم والقيادة الرشيدة الحكيمة. فهنيئاً لسموه الكريم على الثقة الملكية الكريمة وهنيئاً للمنطقة بسموه وسيجد سموه بمشيئة الله تعالى أبناء المنطقة رجالاً ونساءً وشباباً خير عون له بعد الله في ظل قيادتنا الرشيدة، سائلين الله جلت قدرته أن يحفظ البلاد والعباد من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان والإيمان ونعمة القيادة الرشيدة، وأن يحفظ ولاة أمرنا ويمدهم بعونه ونصره لتبقى راية الإسلام النقية الوسطي راية لا إله إلا الله مرفوعة شامخة إلى قيام الساعة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. *عميد كلية التربية والآداب في عرعر سابقاً