ما إن نفضت الحرب غبارها عن محافظة عدن، حتى تحولت مدنها وشوارعها إلى مزار سياحي، ولاسيما المدن التي كانت تحت سيطرة مليشيات الحوثي وتعرضت للتدمير والنهب والعبث من قبل عناصر الجماعة. اليمنيون ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في عدن حولوا المدن المدمرة إلى مزار للاطلاع على حجم الدمار الذي تعرضت له البنية التحتية والمؤسسات والمرافق الحكومية، والتقاط الصور التذكارية في هذه الأماكن. القصور الرئاسية في منطقة معاشيق بمدينة كريتر في محافظة عدن نموذجاً لذلك، حيث تحولت إلى مزار سياحي لليمنيين من أبناء عدن والمحافظات المجاورة منذُ تحريرها وطرد مليشيات الحوثي وصالح منها. وسمحت المقاومة الشعبية التي تنشر نقاط تفتيش على مداخل المنطقة ومخارجها لليمنيين بدخولها للاطلاع على حجم الدمار الذي خلفته مليشيات الحوثي وصالح في المنطقة. وبات اليمنيون يتجولون داخل المتنزهات والقصور المدمرة بكل حرية، يلتقطون الصور التذكارية على ركام قصور مدمرة وبقايا دبابات وعربات محترقة. دمار الدمار في معاشيق طال كل شيء فيها، المباني والحدائق والقصور والملحقات، ولم يتبق شيء إلا ووصله الدمار والخراب وعمليات النهب التي نفذتها مليشيات الحوثي قبل انسحابها من المنطقة. يشار إلى أن أبناء عدن حرموا من الدخول إلى المنطقة طوال 20 عاماً، حيث منع نظام علي عبدالله صالح دخولها، وحولها إلى منطقة عسكرية يحرم دخولها على اليمنيين. ومنطقة معاشيق هي منطقة واسعة وكبيرة تطل على بحر العرب، ويوجد بها أندية رياضية وصالة مؤتمرات كبرى وحدائق ومتنزهات مطلة على البحر. وكانت مليشيات الحوثي قصفت بالطائرات قصر معاشيق أثناء وجود الرئيس عبدربه منصور هادي بداخله، قبل انطلاق عملية عاصفة الحزم، كما قامت بعد احتلال عدن بالدخول إليها واستماتت في احتلالها والدفاع عنها، لأهميتها السياسية والاستراتيجية في الحرب. وعبر اليمنيون عن سعادتهم بزيارة المنطقة واندهشوا بما شاهدوه من جمال الطبيعة والمساحات الواسعة والخضراء، وطالبوا الرئيس هادي بتحويلها إلى منطقة سياحية وترفيهية لأبناء عدن بعد أن حرمهم منها علي عبدالله صالح لأكثر من 20 عاماً.