بطريقة أو بأخرى، هناك فنان بداخل كل منا، أحياناً يكون هذا الفنان نائماً وتكتشفه الموهبة، ينشأ بصورة صحيحة عندما تتحول الموهبة إلى هواية، ويطلق الشغف عنانه. كثيراً ما أتوقف عند حسابات بعض الأشخاص على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام الشهير لأتأمل في صورهم، وأكثر حساب يشدني ويأسرني هو حساب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي. إن سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم يتمتع بموهبة نادرة في التصوير الفوتوغرافي أو الضوئي، هذه الموهبة تحولت إلى شغف انعكس في أسلوبه في التصوير، فسموه لا يلتقط الصور عشوائياً ليضعها في حسابه، بل يصورها في ذهنه أولاً ويتخيلها أو فلنقل يستلهمها قبل التقاطها، فسموه يتمتع بحس فني راق.يطبق سمو الشيخ حمدان بن محمد الكثير من قواعد وأسس التصوير الضوئي الصحيحة في صوره، فنراه يطبق قاعدة الأطر المتداخلة، التي تعتبر من روائع أساليب التصوير وطبقت بكثرة في الستينات والسبعينيات، ونراه يطبق أسلوب ازدواجية مادة الصورة بإبراز انعكاسها على زجاج أو على سطح الماء أو أسلوب إظهار نصف مادة الصورة والنصف الآخر يكون خارج تركيز العدسة أو ما يسمى (فوكس). ومن هنا فإني أقترح تأسيس معهد حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، مهمته استقطاب عشاق هذا الفن لصقل مهاراتهم، وليكون الصرح الأول من نوعه في الدولة والمنطقة. وليس هذا فقط، بل وضع كتاب يشرح تجربة سمو الشيخ حمدان بن محمد في هذا المجال وكيف شق طريقه وقهر الصعاب ليصل إلى هذه الدرجة من الاحترافية، ويكون هذا الكتاب منهاجاً أساسياً يستند إليه المعهد. نعم، إن سمو الشيخ حمدان بن محمد مصدر للإلهام لعشاق التصوير الفوتوغرافي، ولا داعي للاستعانة بمصورين من الغرب، فسموه محترف ومبدع وشغوف وهو الخيار الأفضل.