صنعاء: عرفات مدابش هز انفجار عنيف مساء أمس شارعا رئيسا وسط العاصمة اليمنية صنعاء، نتج عن انفجار عبوة ناسفة زرعت بإحدى السيارات، بينما لقي قائد عسكري يمني كبير مصرعه في عملية عسكرية ضد عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. في الوقت الذي أعربته فيه حكومة الوفاق الوطني عن دعمها الكامل للأجهزة الأمنية في ملاحقة المطلوبين والإرهابيين. وهز انفجار عنيف مساء أمس شارع الزبيري الرئيس وسط العاصمة صنعاء، وحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» فقد نتج الانفجار عن عبوة ناسفة زرعت في سيارة الصحافي محمد العماد، رئيس تحرير صحيفة «الهوية» الأهلية، حيث انفجرت العبوة عندما قام الصحافي بفتح الباب الخلفي للسيارة. وكانت العبوة مزروعة أسفل مقعد السائق، وأصيب الصحافي بجراح وحروق متفاوتة جراء التفجير الذي لم تتبنَّه أية جهة حتى اللحظة. من جهة أخرى، قالت اللجنة الأمنية العليا إن العقيد محمد حمود المصباحي، أركان حرب قوات الأمن الخاصة في محافظة حضرموت، لقي مصرعه ومعه أحد الجنود في اشتباكات عنيفة دارت مع عناصر من تنظيم القاعدة في مدينة الشحر بساحل حضرموت، وذلك عندما قامت قوات أمنية بمداهمة عدد من المنازل في المدينة عقب معلومات عن وجود مطلوبين بداخلها. وأدت عملية المداهمة إلى اشتباكات مع مسلحي «القاعدة»، حيث قتل منهم اثنان واعتقل ثالث. وذكرت اللجنة الأمنية أنه جرى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والوثائق الخاصة بالتنظيم، وأكدت أن العملية الأمنية تمت بمساهمة ودعم المواطنين من أبناء مدينة الشحر، وأنه ستستمر عملية «ملاحقة أوكار (القاعدة) والقضاء عليها أينما وجدت، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن وإقلاق السكينة العامة للمواطنين». وقال شهود عيان في الشحر لـ«الشرق الأوسط» إن الحي الذي تمت مداهمته من قبل قوات الأمن تحول إلى ساحة معركة، بعد أن تبين وجود عدد كبير من المسلحين المتحصنين في بعض المنازل. وبرز وجود قوي لـ«القاعدة» في عدد من مدن وبلدات في محافظة حضرموت الساحل والوادي في الأعوام الثلاثة الأخيرة بصورة غير مسبوقة، ومن أبرز هذه المدن: الشحر وغيل باوزير والقطن وغيرها. وجاءت العملية الأمنية الميدانية لقوات الأمن الخاصة في الشحر بعد يوم واحد على مقتل ثلاثة من عناصر «القاعدة» في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية دون طيار على إحدى السيارات التي كان يستقلها مطلوبون من التنظيم في مديرية غيل باوزير. وفي محافظة شبوة المجاورة، قتل مسلحون من «القاعدة» اثنين من المواطنين، وذلك بإطلاق النار عليهما في سوق منطقة عزان، بعد يومين على قيام مسلحي التنظيم بقتل ثمانية من أفراد قوات الأمن الخاصة بحماية المنشآت النفطية في عملية تصفية جماعية قرب مقر عملهم. وحظي الوضع الأمني المتداعي في البلاد بجزء كبير من نقاشات مجلس الوزراء اليمني أمس، حيث أكد المجلس على دعمه الكامل «للأجهزة الأمنية والعسكرية في جهودها المبذولة لمراقبة وملاحقة المجرمين والإرهابيين، وكل من يتربص بأمن الوطن وسلمه الاجتماعي»، وأن «الحكومة لن تتهاون في أداء واجبها الوطني والتاريخي لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد، وستتعامل بحزم وقوة مع الممارسات الإجرامية والخارجة عن النظام والقانون».