يغضب البعض أحياناً حين تُجرى مقارنات بين إنجازاتنا الداخلية، وإنجازات دول أخرى: نُقارن إنجازاتنا بإنجازات دولة غربية.. فيقولون: كيف تُقارن دولة تلتزم بمبادئ الإسلام وقيمه السامية بدول منفلتة غير دينية (حتى لا أقول كافرة)..! نُقارن مع دولة كماليزيا أو تركيا المسلمتين، فيقولون: أن ظروف تلك الدول غير ظروفنا فهي دول علمانية لا تضع الدين هادياً لما تتخذه من إجراءات..!! نُقيم مقارنات بجاراتنا الخليجيات فيقولون: كيف تُقارن دولاً صغيرة بقارة كُبرى يتجاوز عدد سكانها عدد سكان كل دول الخليج مرات..!! *** المقارنة اليوم لا تتعلق بالمباني والأبراج، أو الشوارع والحفر، ولا بالإنفاق المادي، بل باعتماد إجراءات لن تُكلفنا سوى الخروج من روتين عقيم إلى وسائل أكثر مرونة في العمل تُسهل على الناس وتُخرجهم من المعاناة مع الأسلوب الإداري العقيم الذى يكلف المال والوقت والجهد ويقود إلى الرشوة والفساد الإداري والمحسوبية. *** أمامي خبر يضع دولة قطر الشقيقة في المركز الأول على مستوى العالم بأكمله في المؤشر الذي يقيس كفاءة العمل الحكومي، والابتعاد عن البيروقراطيات، وتبني أحدث الوسائل وأسرعها في إنجاز المعاملات. فقد أظهر تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي تفوق قطر على كل من سنغافورة (المركز الثاني)، وفنلندا (المركز الثالث)، وهونج كونج (المركز الرابع)، والإمارات التي تربعت في المركز الخامس على القائمة. *** ويعزو التقرير الفضل الأكبر في فعالية الأداء في تلك البلدان لتراجع الهدر في الإنفاق العام. فهل أنا مُصيب لو طالبت برفع مستوى كفاءة الأجهزة الخدمية .. أم تراني قد جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا!! #نافذة: إذا كنت تعتقد أن المغامرة خطرة .. فجرب الروتين فهو قاتل. باولو كويلو nafezah@yahoo.com