×
محافظة المنطقة الشرقية

صيف البحرين يختتم عروض بارني ويستعد لاستضافة «شارع السمسم»

صورة الخبر

حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة في صنوف الفنون والغناء في عالمنا العربي إلى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. ومن هؤلاء من رحلوا عن هذه الدنيا مخلفين وراءهم إبداعات، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء إلى يومنا الحالي. البعض من جيل اليوم نسي إبداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس واليوم من خلال الاستمتاع بأعمالهم، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية. وفي زاوية «بروفايل» نبحر في أعماق هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم إلى آخر مرحلة وصلوا إليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرتهم. كان الشاب عبدالعزيز السريّع، أفضل من يُبدي الملاحظات ويمنح الآراء حول بعض الصور التي يلتقطها أصدقاؤه المصورون، بل وكان يقترح عليهم سبل التقاطها بطريقة أفضل وزاوية تدعّم الصورة، إلى أن تساءل في أحد الأيام: لِمَ لا أفعل ذلك بنفسي؟ وهنا اكتشف شغفه بالتصوير. وعلى الرغم من معارضة أهله مسألة انخراطه في التصوير الفوتوغرافي ظنّاً منهم بأنها «هبّة» ستزول، لم يتوانَ عن الاقتصاص من إعانته الجامعية ليشتري بنفسه لنفسه أول كاميرا يدخل بها عالم التصوير من أوسع أبوابه مسجلاً دخوله لموقع التصوير المشهور «فلكر» بصورة لـ «سلحفاة» كانت تحوم في غرفته وتمتلك تعابير ترحيبية، وكانت تلك أول صورة فوتوغرافية يلتقطها وأول خطوة في عالم التصوير. المحاولات الأولى وحقل التجارب المحاولات الأولى كي يقتنص صورة وفكرة، كانت دائماً تواتيه مع بزوغ الفجر، أما حقل تجارب المفضل فكان موقع أبراج الكويت... كان يصوّر كل شيء مناظر طبيعية... سيارات... أشخاصاً، كانت الفكرة أن يجرب عينه في كل شيء إلى أن يكتشف نقطة القوة وفي أي مجال للتصوير يتميز ويبدع أكثر. كذلك، في تجاربه المتكررة كان في كل مرة يبتدع طريقة أفضل لالتقاط الصورة ويسجّل النواقص التي بمساعدة بعض المعدات تسهم في استخراج الصورة بشكل أفضل مما هي عليه ويسعى لتوفيرها كـ (العدسات وحامل الكاميرا). وبعدها جاء اسم (ALSORAYIA PHOTOGRAPHY) وهذا ما اختاره كتوقيع ليذيّل الصور به. في وقت لاحق، انتقل بساحة كاميرته وفضائها الواسع ناحية الجامعة حيث كان يتنقل وكاميرته بيده ويعمد إلى تصوير زملائه، دون درايةً منهم وبعد اختيار أفضل الصور وبعد إضافة شعاره كان يفاجئهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بصورة كل منهم، فكان يلقى استحسانهم ما جعلهم يبدلون صورهم التعريفية بما يفاجئهم به. وعن اختياره لتصوير الأشخاص دون علمهم، برر ذلك بأنه يؤمن بأن الصور العفوية أجمل وتعابير الأشخاص الطبيعية دائماً تصل للقلب. وبالتأكيد ساعد ذلك بالتسويق لاسمه وبدأ زملاؤه بالتوجه إليه مباشرة ليطلبوا منه التقاط صور لهم في اللحظة التي يجدونه فيها يحمل عدسته في الجامعة، وكذلك بدأ بتلقي الاتصالات وطلبات التصوير، وكونه لم يكن يملك استديو خاصاً به، فقد توجه إلى التصوير الخارجي والفعاليات. شغف... فمشروع تجاري قلب غرفة نومه إلى استديو وبقي فيها لأيام يمارس التصوير ويستبدل زاوية بأخرى وإضاءة بأخرى وموقع بآخر ويطّلع على أعمال مصورين عالميين ليطبق تكتيكاتهم، وجد هذا الأمر امتحاناً صعباً جداً كونه جديداً عليه، وهو أمام تحدٍ بأن يتميز، وكان على استعداد بأن يتنازل عن الماديات التي عرضت عليه مقابل أن تكون نتائج جلسات التصوير مُرضية، وبفضل الله واجتهاده كان له ما أراد. وكان ذلك عندما تسلم أول طلب تصوير لمحل شوكولاتة في أحد المجمعات التجارية، وهو أول عمل يقوم به كمشروع تجاري، وكانت تلك بداية مشواره العملي كمصور محترف متخصص بتصوير المأكولات الغذائية للمطاعم. ودافع عن اتجاهه إلى هذا المجال بالقول إنه يدرك تماماً ما تحتاجه معظم الشركات فهي بحاجة إلى أن تحفّز المستهلك لانتقاء منتجاتهم، بالإضافة إلى توافر الفرص في سوق تصوير المأكولات الغذائية كون الكويت هي الدولة الأولى على العالم في المطاعم. خطوة جديدة ولأن لا سقف للإنسان الطموح، كان لابد من التقدّم خطوة أخرى، والتي تمثلت بالانتقال إلى اتجاهٍ جديد، من التصوير الفوتوغرافي إلى الفيديوغرافي، وذلك عن طريق تأسيس شركة ‪«Alsoryaia Media‪» مع ابن عمه عبدالرزاق السريّع وهو متخصص في الفيديوغرافي وقد أسهم في هذا الانتقال، وكان دافعاً له هو زيادة إقبال الناس على «الانستغرام» واتجاه شركات كبيرة إلى الإعلان عن طريق الفيديو فيه، وبالنسبة لأي مصور فوتوغرافي تصوير الفيديو سهل جداً فما عليه القيام به هو اختيار زاوية مناسبة والتعامل مع حركتها بشكل صحيح مع الحرص على الوضوح والدقة وتقديم أفضل جودة . وعن أول عمل له بعد الاتجاه للفيديو، قام بتصوير فيلم قصير لحفلة تخرج دفعته في الجامعة، مدته لم تتجاوز الدقائق الخمس لكنهم عملوا عليه لمدة طويلة داخل الجامعة وخارجها، ورغم بساطته إلا أنه لاقى استحسان الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وراعي الحفل آنذاك وهو وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح. وكان تصوير الفيلم تطوعياً ومن دون مقابل وذلك هدية لزملائه الخرجين، وبعد تنفيذ أكثر من عمل لمشاريع صغيرة ومنزلية والانتقال إلى تصوير الحملات الانتخابية والاعلانات التلفزيونية الرمضانية، بات اليوم منفذاً مشاريع لشركات كبرى داخل وخارج دولة الكويت. فرصة عمل أثناء تصوير إحدى التغطيات «ملتقى نقاط» تحديداً والذي كان برعاية من وزارة الدولة لشؤون الشباب، والذي تزامن مع الشهور الأولى لتأسيسها، لفت نظر وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين الصباح بأن من يقوم بتصوير الملتقى بأكمله شابان كويتيان من دون أي مساعدة أو معاونة من أحد، ونظراً إلى حاجة الوزارة لاستقطاب الكفاءات الشبابية الكويتية بمختلف المجالات تمت مخاطبته وبالتالي توظيفه في شعبة «الإبداع» المستحدثة والمعنية بإنتاج مرئيات الوزارة والتي تندرج تحت قسم العلاقات العامة والإعلام وبالتالي بات مكلفاً برئاسة هذه الشعبة. ...وبما أن العمل فيما تحب لا يُعدّ عملاً سوف تجد نفسك تبدع أكثر فأكثر كل يوم وعلى إثر ذلك ستكافئك الأيام على جهدك وتميزك، وهذا ما حصل... لذا، حين سُئل عبدالعزيز عن النصيحة التي يوجهها لمن كان بمكانه في بداياته قال: اكسر الحاجز، افعل ما تحب، وستبدع. عبدالعزيز ... في سطور - عبدالعزيز عادل السريّع - من مواليد 3 - 5 - 1988 - حاصل على بكالوريوس علوم سياسية مساند إعلام - جامعة الكويت - ويعمل بوظيفة رئيس شعبة الإبداع بوزارة الدولة لشؤون الشباب