فاطمة عطفة (أبوظبي) في حفل ثقافي تميز بالحميمية وسرى فيه نسغ الجمال الذي يحمله الشعر عادة، احتفل الوسط الثقافي بصدور المجموعة الشعرية الكاملة للشاعر سالم أبوجمهور عن دار «نبطي للنشر»، مساء أمس الأول «الأربعاء» في «كتاب كافيه» في أبوظبي، حيث قام الشاعر بقراءات شعرية لعدد من قصائده، وبتوقيع نسخ من الأعمال الكاملة لجمهور الحاضرين. جاءت المجموعة الكاملة في جزءين، الأول لقصائد من الشعر الشعبي موزعة على 6 أقسام، في 280 صفحة من القطع المتوسط، وهي: جسر الزجاج، بلا تعليق، تصاريح، رباعيات عجل السلام، ثورة الحجارة، على السيكل. وتتصدر الديوان دراسة بقلم الشاعر محمد نور الدين، يقول فيها: سألته عن الشعر لماذا أصبح شاعرا، فأجاب: «كيف لا أكون شاعرا وأنا ابن الإمارات وقائد دولتي شاعر من الطراز الأول؟» كأنه يقول: إن الأجدر أن أسأله لماذا لا يكون كل أبناء الإمارات شعراء وهم ينعمون بالرعاية والاهتمام والحوافز! ويضيف نور الدين: هذا هو شاعر الإمارات الأهم في العصر الحديث سالم أبوجمهور، وأهميته على مستوى تاريخ الشعر الشعبي لن يختلف عليها اثنان في عالم النقد الأدبي. وتحت فقرة بعنوان: «القدوة» كتب نور الدين: «النهضة التي قادها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ طيب الله ثراه ــ تعد حجر الزاوية في بناء شخصية أبوجمهور الشعرية، حيث تلمس منذ البدء أن الرجل الأول في إماراته يمضي قدما نحو تحقيق أهداف جديدة لا تشابه شيئا مما تحقق في الماضي. لذا فإن شخصية أبوجمهور تبلورت في قالب لا يقبل التقليد الأعمى». ويضم الجزء الثاني من الأعمال الكاملة قصائد الفصحى، ويقع في 600 صفحة. يبدأ الديوان بقصيدة «براءة»، يقول فيها: «قسماً بالله/ لا أعشقُ لفظَ النارِ/ ولا أهواه/ لكنَّ الليلَ الطاغي هاجمني/ فقدحتُ النارَ على المأساة». ويختتم الديوان بقصيدة «زهيرة» جاء فيها: «زُهيرةٌ من زهورِ القلبِ كافيةٌ - أنْ تجعلَ القلبَ عصفوراً يحلِّقٌ بي/ يطيرُ بي ليس من غصنٍ إلى جبلٍ - بل في سماءٍ وآفاقٍ بلا حجبِ/ فلا أرى نجمةً إلا رأيتُ بها - عشِّي وحقلا من الأزهارِ والعنبِ». وقد تخلل هذه الاحتفالية حديث مهم للشاعر تحدث بكل بشفافية وتواضع عن تجربته الشعرية، وحول ثقافة الشاعر ومفهومه للشعر، كما قرأ عددا من قصائده. ثم جرت مداخلات في حوار تسوده الحميمية والمحبة، وشارك في الحديث كل من الشاعر كريم معتوق الذي قال إن أجمل ما في سالم أبوجمهور هو أنه يكتب القصيدة الفصحى بنفس القصيدة الشعبية وبالروح ذاتها، ولهذا فصوته مميز، يذهب إلى المعنى بدقة وشفافية كبيرتين. كما اعتبر الشاعر حبيب الصايغ أن أبوجمهور يجسد شخصية الشاعر التي يتخيلها. ونوه الصايغ بالجهد الذي يقوم به جمال الشحي صاحب دار «كتاب للنشر» الذي يسهم في نشر الثقافة الإماراتية ووصولها للقراء، وقال إن سالم أبوجمهور يجسد شخصية الشاعر التي يتخيلها. كانت الجلسة أنيقة وكريمة ومنظمة وتسودها الحميمية والمحبة، ويستحق الشاعر سالم أبوجمهور هذه الاحتفائية لتنوع تجربته وغزارتها وتناوله موضوعات متفردة، مع تركيز على البراءة في الزمن الجميل.