×
محافظة المنطقة الشرقية

صغار الظفرة يعسكرون في مركز كواترو الرياضي بعجمان

صورة الخبر

فرق بين الرغبة في التملك والتعامل مع الطرف الآخر على انه سلعة لا تستطيع التخلي عنها ولا تفتقدها وبين ان احبها حباً حقيقياً... فما هو الحب؟ وهل ما يمارسه الشباب وما نمارسه في حياتنا هو حب؟ للحب 3 مستويات، المستوى الاول الحب النفساني كحب الإنسان للأكل والشهوات، كما قال الله سبحانه وتعالى «زين للناس حب الشهوات». وعندنا الحب العقلي الذي يسمى الإعجاب، أي ان احب الآخر لانني اتوافق معه في افكاره وفي مسار الحياة، هذا مستوى ثان من مستويات المحبة وكثير من الناس يحبون البشر على هذا الاساس. والمستوى الثالث وهو اعلى مستويات الحب ونعني به ذوبان كل روح في الآخر وهو ان اتخلى عن كل قيم المصلحة والانا والاعجاب العقلي والشهوي الغريزي. فهل ميول الانسان الغريزي بين الجنسين الذي نراه في حياتنا اليومية وفي كل مكان يعتبر حبا؟ على ضوء ذلك، قمنا بحوارنا هذا مع الباحث السيدكمال الهاشمي. يقول الهاشمي: «الكثير يخطئون في تمييز الحب والخلط والدمج بين المفاهيم، فالأول يسمى رغبة والتي يتوصل الانسان من خلالها الى تحقيق لذة حسية، فالكثير من الناس يطلق على هذه الممارسة بـ «الحب»، بانه يرغب في شكل فلانة وجسمها وصفاتها الحسية والبدنية». ويضيف «هذه طبيعة موجودة في البشر بانه لايزال الرجل يستثيره جسم المرأة والعكس، وهذه علاقة في كل الاشياء لان الله خلق الاشياء كلها من زوجين اثنين فالزوجية هي صفة الوجود الا في الله فانه الواحد الاحد». ويقول «هذا المستوى الاول والادنى والذي كثيرا ما يطلق عليه بعض الناس بانه هو الحب وهو لا يمثل حقيقة الحب». ويتابع «دعنا نسمي العلاقة المبنية على هذا الفهم بـ «العلاقة قصيرة الاجل»، والمستوى الثاني في العلاقة مع الطرف الآخر تسمى بـ «الاعجاب، أن شخصا يعجب بشخص الآخر وهذا يسمى بعض الاحيان «حبا»، والذي يحصل عادة من النظرة الأولى بين شخصين يحصل بينهما اعجاب مشترك، فيسمى هذا الاعجاب هو علاقة نفسية ولكنها غير ممتدة، بمعنى انها قد تزول في كثير من الاحيان كما يحصل في كثير من الناس الذين تزوجوا زواجا بسبب انتمائهم لجهة معينة او الى وظيفة واحدة او إعجاب في الافكار السياسية أو من جهة المواقف المشتركة بين الطرفين والاعجاب المتبادل لكن هذا الاعجاب قد يزول ويتبدد مع سنوات العمر والزواج وهذة العلاقة نستطيع ان نطلق عليها اسم «العلاقة متوسطة الاجل». وقال الهاشمي أما الشيء الذي يسمى بـ «الحب الحقيقي» هو ما يكون في رتبة الروح ذلك الذي يعني الفناء في الآخر وازاحة (الانا) بكل تجلياتها وحضورها وفناء أنا المحب في انا المحبوب، وهو اذا حصل فلا تعود الحدود الحسية والنفسية او العقلية موجودة بين الطرفين كما في البيت المشهور) انا من اهوى ومن اهوى انا نحن روحان حللنا جسدا ان ابصرتني ابصرته او ابصرته ابصرتنا)». ويتابع «هذا المعنى الحقيقي للحب الذي يمكننا ان نميزة ونعرفة بعد ان نرى أي اختلاف يظهر في العلاقة الزوجية او غير الزوجية بمجرد ان يظهر اختلاف بين الطرفين يؤدي الى شقاق وتنافر، ومعنى ذلك على انه الشيء الموجود اما ان يكون مجرد رغبة وانتهت واما اعجاب وتبدد اما الحب الحقيقي فانه لايزول ابدا». اختبار قياس الحب يقول الهاشمي «هناك فرق بين الرغبة في التملك والتعامل مع الطرف الآخر على انه سلعة لا استطيع التخلي عنها لانني افتقدها وبين ان احبها حبا حقيقيا». متسائلا «اذا هل هنالك اختبار معين نجرية لقياس مقدار حبنا للآخر؟». يقول «نعم، ذكرنا ان المؤشر في ان العلاقة بينك وبين الطرف الآخر هي حب ام رغبة حسية ومادية ام علاقة اعجاب عقلي، هو اختبار بسيط جدا سامثله بمثال من واقع الحياة حتى يفهم: حينما يأتي زوجان عندي ويريدان الافتراق والطلاق تبدأ المحاسبة اولا على المبالغ التي صرفها الزوج على زوجته، فهذا ليس مؤشر حب!». ويضيف «يبدأ الاختلاف على الاولاد يبقون عند من؟». ويتابع «دعني اقول لك اكثر، الزوجة تقول لزوجها في بعض الاحيان اني لا ارتاح معك، الزوج يقول مستحيل ان ادعك، فهذا هو رغبة في التملك والتي كثير ما نسميها حبا وهي ليست حبا ابدا. ان الرجل في بعض الاحيان ينظر للزوجة كقطعة اثاث مكملة الى البيت بحيث انه اذا افتقدها افتقد شيئا من ممتلكاته هذا مظهر من مظاهر عدم الحب، فمؤشر الحب الحقيقي هو الرغبة في اراحة الطرف الآخر واعطائه كل سعادة وكل المعاني التي يريدها، فالذي يحب حقيقة لا ينتظر المقابل ابدا، ولا يقول انني افنيت العمر في خدمة الاهل والمجتنمع ومن احب، ولا ينتظر شكرا ولا يسأل هذا السؤال ولا ينتظر ان يقابل مقابلة جيدة ولو كانت في ضمن الحد بقول شكرا». ويضيف «كما يوجد في بعض الاحاديث «عامل الناس كما تحب ان يعاملك الله»، الله عز وجل يعامل البشر بالحب، والدليل على انه يحبهم انهم مازالوا يعصونه ويخالفون اوامره وهو القادر ان يعمل لهم اي شيء ومع ذلك لايزال خيره اليهم نازل وشرهم اليه صاعد، ومع ذلك لايزال يحبهم ويعطيهم ويغدق عليهم النعم، هذا هو معنى الحب الحقيقي، فحينما ياتي البعض لكي يتكلم عن حب ضمن تحديات وتاشيرات معينة ومؤثرات معينة فهو يتكلم عن سعة وضيق افق حبه الشخصي». ويقول «حينما يحاسب الفرد لقيم الانا النفسي والراحة النفسية الخاصة به فهذا دليل على عدم وجود الحب الحقيقي للطرف الآخر، لذلك كان بعض العرفاء والعلماء يقول نحن لو بقي الناس يرموننا بالاحذية سنبقى في خدمة الناس وهدايتهم وارشادهم». الحب من أول نظرة هل هنالك حب حقيقي من أول نظرة، ؟وهل بين الحب والمعاشرة علاقة تلازم؟ يقول الهاشمي «انا ارى ان الحب حينما يبدأ كبيراً لا بد ان ينتهي صغيراً، الشيء الطبيعي في كل الاشياء في الوجود يكبر تدريجيا، فالشجرة حينما تنبت تنمو من الصغر إلى الكبر، فكذلك الحب الذي يبدأ كبيرا أعرف انه ليس حبا حقيقيا». كثير من العوائل تخاف من ضياع بناتها في بحر الحب والعشق، ماهو التصرف الصحيح حيال مشاكلنا التربوية؟ - لان طريقة التربية من الاساس كانت طريقة خاطئة، انا لدي بنات وكنت اتعامل معهن بكل وضوح وبكل صراحة بما فيها اني كنت اجلس اليهن واقرأ معهن واقع الحياة التي نعيشها، اننا حين نربي البنت على ان الحياة فقط فيها الغزلان، الغزلان في البيت فقط، لكن حينما تخرج من البيت سترى خارج البيت هنالك ذئاب، وتكتشف فجأة ان الحياة ليست غزلان فقط وانما هنالك العديد من الاجناس والاشكال الاخرى. ويضيف، كما اننا كمتدينين في كثير من الحالات نربي ابناءنا على ان هنالك في الحياة فقط أشياء طيبة القلب نظيفة نقية، ثم يكتشف الابن اذا غاص في معترك الحياة انه يعيش ضمن اشخاص مختلفين، فالخطأ من الاساس خطأ البيت حين يربي البنات تربية خاطئة، بينما الرسول (ص) اعطى ضمانا لمن يربي ابنه بالطريقة الصحيحة، حين قال «لاعبه سبعا وادبه سبعا وصاحبه سبعا». فهنا الدعوة لان تكون هنالك عملية تفاعل حقيقي بين الوالدين وابنائهم، ألا يكتفي بأن ياتي له بالكتب بل يقرأ معهم وليس ان يأتي لهم بالالعاب بل يلعب معهم، وليس انه يذهب ويقول للابن نظريا كيف يصاحب الناس بل هو يأخذه ويعلمه كيف يصاحب الناس واذا دخل المجلس كيف يتعامل مع الناس ومع الاشياء. ويتابع، لحل مشاكل التربية علينا ان ننتقل من مرحلة التربية الوعظية النظرية إلى التربية العملية وتربية المعايشة، فالاطفال يتعلمون ما يعايشونه بينما المراهقون يتعلمون ما يعيشونه وليس ما يقال لهم، لكن للاسف التربية الوعضية واللسانية هي الاكثر رواجا وفاعلية في طريقة التربية في مجتمعاتنا، بينما التربية الحقيقية هي المعايشة. ويضيف، لذلك انا شخصيا جئت لابنائي بداية من تنظيم الوقت لم اعلمهم الوقت بالتربية الوعظية، انما علمتهم الوقت بالالتزام الشخصي وضبط المواعيد والعلاقات مع الناس التزامي الشخصي، فحينما يقولون لي خذنا للمكان الفلاني اقول لهم عندي موعد، يقولون نحن عائلتك اجيبهم موعد الآخرين سابق ولا يمكنني أن اتركه. ويتابع ايضا في تأدية الواجبات الدينية وفي العلاقات مع الآخرين، لم اقل لهم في يوم من الايام ولم اظهر نفسي على اني الانسان الذي لا اخطئ، فأنا اب قابل لان اتناقش معكم وان اكون معكم في وقت من الاوقات، وأكون في وقت آخر صديقا وفيا ووقتا ثالثا اخا. فهذا الشيء حين يحصل تكون النتيحة انهم يستقيمون خارج البيت وهذا ما يسمى التربية بالحب، فالحب لا ينقطع حتى لو كبر الابناء واستقلوا عن اهلهم بالعكس يكبر الحب معهم، لكن حين يربى الابناء بالخوف فسيبقى هذا الخوف مادام الطرف الآخر يراقب، كما بعض الانظمة الدكيتاتورية تضبط المواطنين بالخوف، فالامن يبقى مادامت الاجهزة الامنية فاعلة ويقظة، بخلاف ان ربيته بالحب فهو يطيعك لانه يحبك «ان المحب لمن احب مطيع». كيف أتعامل مع ابني او ابنتي اذا كان لديهم علاقة؟ - الله سبحانه وتعالى قال «وكذلك جعلناكم امة وسطا». قلت لك واشرت انه هنالك طريق يسمى اليوم طريق «البديل الثالث» كما عبر عنه «ستيفن كوفي»، نحن دائما في مواجهة اي قضية من القضايا. فالمرحلة الاولى وهي أن نلجا الى الافراط كما تلاحظ المجتمعات المنفتحة بلا حدود، مثلا نحن نعاني اليوم في الخليج وفي المجتمعات العربية والاسلامية مشاكل لا تعانيها اوروبا والتي امتلكت الهواتف النقالة قبلنا والتسهيلات الموجودة في التواصل الشبكي موجودة في اميركا واوربا اكثر من البحرين ودول الخليج حتى كلها ولكن لا توجد هذه المشكلات لماذا؟ لانه جاء في السياق التدرجي الطبيعي وهذا واضح في القانون الاول لانشتاين «لكل فعل ردة فعل توازيه في القوة وتعاكسه في الاتجاه». ويضيف، دائما المجتمعات التي تذهب الى اقصى اليمين في التدين نراها بعد ذلك تلجا الى اقصى اليسار في الالحاد، فـ «الكبت يولد الانفجار» وهذا مبدأ تاريخي موجود وحتى في قراءة التحولات الاجتماعية موجود. فروسيا مثلا هي بلد الالحاد الاكبر نراها اليوم على المستوى السياسي هي الاقرب لإيران الدولة المتدينة، فعموما هذه النظرية موجودة واشار لها الامام علي (ع) حين قال «ما رأيت العالم الا بين افراط وتفريط»، فالطوران الاولان اللذان نمر بهما في محاربة المشاكل هي ان نتشدد ثم نتشدد او العكس وفي المرحلة الاخيرة نصل للطريق الثالث وهو طريق الاستقامة، وقد علمنا الله في قراءتنا لسورة الفاتحة حينما نقرأها في كل يوم»اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين». وتابع، فلا ينبغي ان يكون هنالك ضلال في التعامل مع مشكل ابنائنا في هذه القضية بالذات، ولا ينبغي ان يكون هنالك غض وشدة وقسوة عليهم لان هذه القسوة ستنفجر واستطيع ان اذكر لك جملة من الحالات، ومن ضمنها حالات جاءتني البنت الملقاة بنفسها من الطابق الثالث او الثاني وهي بجبيرتها وعكاكيزها وعمرها لا يتجاوز الـ 13 عاماً تحت عنوان الحب والعشق وغير ذلك من القضايا. ويختتم الهاشمي حديثه، فاسلوب سيطرة الغضب على ردت افعالنا حين نكتشف امرا لا نريده في ابنائنا ونعبر عنه بافعال قاسية كسلب الموبايل ومصادرة حرية الابن والبنت في مشاهدة التلفاز وقطع علاقاتهم بالاصدقاء وخنقهم ومضايقتهم في التعامل مع العالم الخارجي ومنعهم من الجامعة والمدرسة، كل هذه الاساليب اساليب قد يربح الاب من خلالها رايه وفكرته ويطبق مشروعه لكنه سيخسر من خلالها الابن والبنت حتما. ويضيف، القسوة لا تعطي حلا في التربية، جاءتني حالات لمراهقات لا يستطعن المشي على اقدامهن، لكن مشاكلهن لم تحل الا باللين.