هذه الخطوط والرموز قد لا تبدو وكأنها شريكك المناسب ولكن تطبيقات المواعدة مثل hinge لها صيغتها الخاصة. كيف تطابق بين كل هذه البيانات وبين الحب؟ جستين مكليود (مؤسس شركة هينج): “نقدم لك كل يوم مجموعة من الأشخاص وأنت تقولين نعم أو لا لكل منهم! ثم نعمل إحصائيا لمعرفة ميولك كأن نراقب إذا ما كنت تقولين نعم أم لا دائما حسب مكان السكن أو الاثنية أو مجال العمل... وتؤخذ كل هذه الأمور بالاعتبار”. قد يبدو مضحكاً أو حتى مثيراً للسخرية أنكم تبدون بهذا الجمع التكنولوجي كمن يلبس قلنسوة ويلعب دور كيوبيد، صحيح؟ جستين مكليود: “نعم بمعنى ما! وترين نتيجة هذا الجمع في هذه اللوحة التي تضم كل الأزواج الذين صنعناهم”. من الأمور المفاجئة بشأن تطبيقات المواعدة أن معظمها ليست مربحة، على الأقل حتى الآن، إنها للمواعدة أولا ولاحقاً لجني الأموال رغم أن تقييماتها عالية جداً. في ديسمبر/كانون الأول حصل تطبيق "هينج" على 12 مليون دولار من المستثمرين ما رفع قيمته الى 20 مليوناً. أما "تندر" وهو تطبيق آخر للمواعدة، فيقال إن قيمته تصل إلى مليار دولار. "تندر" يقترح عليك الاحتمالات بناء على موقعك. اسحب لليمين إذا كنت مهتماً ولليسار إن لم تكن، ولاحقاً يتحول كل ذلك إلى أرباح. هناك بالطبع طلب على أشياء غالباً ما نقوم كلنا بها خوفاً من أن نفوت فرصة ما، صحيح؟ سين راد (مؤسس تطبيق تندر): “هناك أمران يسأل المستخدمون دائماً بشأنهما، أحياناً يسحبون بالخطأ نتيجة السرعة فيرفضون شخصاً يرغبون بقبوله ولا يتمكنون من العودة إليه، وأحياناً يرغبون بتغيير بيانات الموقع نتيجة السفر أو رغبة في رؤية الاحتمالات المتوافرة حيث يسكنون وحيث يعملون أيضاً. ونحن نعمل للاستفادة من هاتين الميزتين، وهذا عرض مميز سيعمم قريباً”. تقول ماتش.كوم إن 31 في المائة من عازبي الولايات المتحدة يجدون شريكهم الأول عبر الانترنت. كل ما زادت الخيارات يصبح الأمر أشبه بالإدمان! سين راد: “هناك فعلاً أشخاص مدمنون، ولكن المستخدم العادي يستخدم "تندر" حوالي العشر دقائق يومياً ويمر على الكثير من الخيارات”. اختصاصية الانتروبولوجيا الطبيعية هيلين فيشر تصف الأمر على الشكل التالي: هيلين فيشر: “يسمى ذلك بالإجهاد المعرفي وهنا تكمن مشكلة صناعة المواعدة اليوم. فكلما زادت خياراتك كلما قلت احتمالات الاختيار الفعلي! إذ تصبح مدمناً على رؤية المزيد من الخيارات! تتعرف على شخص ما بالتأكيد، ولكن العثور على حب حياتك هو مجرد احتمال”. هل شعرتم لمرة أنكم تتحملون مسؤولية عندما تلعبون دور كيوبيد؟ جستين مكليود: “من المثير أن نفكر أن الناس يتزوجون وينجبون الأطفال، وأننا لو أفسدنا هذه الفرصة لما كان هذا الطفل سيولد أصلا”.