عندما كنت أواصل دراستي الجامعية في جامعة الإسكندرية كنت أحيانا أمر علي مبني لفت نظري مكتوب عليه كلية فيكتوريا وكنت أسمع عن هذه الكلية وخريجيها من أبناء دولة الكويت عندما كنت في الإسكندرية وكنت أعتبرها كلية جامعية مثل باقي الكليات والجامعات تدرس الطلبة وتخرجهم مثل جامعة الإسكندرية التي درست فيها وتخرجت منها . وفي احدي زياراتي لإحدى المكتبات لفت نظري عنوان كتاب يحمل اسم (كلية فيكتوريا صناعة الملوك والأمراء والمشاهير) من تأليف داليا عاصم وعند تصفحي الكتاب قرأت في مقدمة الكتاب إنها مدرسة الملوك والأمراء والمشاهير هكذا عرفت كلية فيكتوريا العريقة بالإسكندرية . وعادت بي الذاكرة إلي أيام الدراسة في جامعة الإسكندرية وتذكرت هذا المبني المشربة جدرانه الرطبة بملوحة رذاذ البحر وعلي الفور اشتريت الكتاب الأنيق بغلافه وبالمعلومات القيمة فيه وملحق الوثائق التاريخية وملحق الصور لمدراء الكلية وصور الطلبة ونشاطاتهم وأسماء لبعض خريجي كلية فيكتوريا وجنسياتهم والمهن التي عملوا بها بعد تخرجهم ومنهم خريجين كويتيين تقلدوا مناصب رفيعة في الكويت ومنهم من توفي إلي رحمة الله تعالي والرحمة الواسعة لهم ومنهم لا يزال البعض منهم يمارس مناصب رفيعة وعالية أو يعملوا بالتجارة وبارزين في المجتمع الكويتي طول الله في أعمارهم. ويحتوي الكتاب علي مواقف وحكايات عن الملوك والأمراء والمشاهير وكتاب ومفكرين وفنانين ، كما أن مؤلفة الكتاب داليا عاصم واجهت صعوبة شديدة في الوصول إلي عالم قدامي الخريجين والتحدث عنهم وعن سيرهم الذاتية ومناصبهم الرفيعة ملوكا وأمراء وشخصيات بارزة علي مستوي العالم العربي والأجنبي ، وهذا برأيي ليس بالأمر الهين والسهل وإنما يتطلب مجهودا كبيرا ووقتا طويلا وقد طرحت المؤلفة سؤال ما أهمية أن يتحدث الكتاب عن تاريخ مدرسة وما الذي يجعل مدرسة مهما كانت عراقتها تحظي بمثل تلك الأهمية والجواب علي هذا السؤال بين دفتي الكتاب والذي يستحق القراءة ونحن بدورنا سعدنا بقراءة الكتاب وبالاستفادة من معلوماته القيمة ، كما سعدنا باحتضان كلية فيكتوريا الإسكندرية طلابا من الكويت تخرجوا من كلية فيكتوريا مسجلة أسماؤهم بالكتاب وعددهم أكثر من عشرين كويتي درسوا وتخرجوا وتقلدوا مناصب رفيعة في الكويت ونشكر كثيرا المؤلفة داليا عاصم علي هذه الموسوعة التاريخية العلمية لخريجي كلية فيكتوريا بالإسكندرية وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com